Monday, December 31, 2012

راس السنة وراس الكرنبة


إلتقطتها عدسة البرنامج التليفزيوني ووجدت كورة صغيرة سوداء تقترب من وجهها ادركت بعد لحظات انها المايك .. 

سألها المذيع: كل سنة وانتِ طيبة يا حاجة .. ممكن نعرف راس السنة بتمثلك ايه؟

الحاجة:  احم احم .. راس السنة كانت دايما بتمثلي راس كرنبة كبيرة مش عارفة أقطعها .. بس خلاص كانت أيام عز دلوقتي الكرنب غلي 

المذيع لحقها قبل ما تفتح في العياط وقالها: طيب معلش سيبك من الكرنب دلوقتي وقوليلنا بتعملي ايه في راس السنة 

الحاجة: بص يابني انا في أي موسم كنت بدبح دكرين بط بس هو فينه البط دلوقتي ده غلي راخر 

المذيع في سره: يادي النيلة السودا .. ركزي معايا ياأمي وقوليلي بتحتفلي براس السنة ازاي؟

الحاجة: انا مابحتفلش يابني انا بنام بدري .. بس في حاجة غريبة بتحصلي كل ليلة راس سنة 

المذيع: خير يا حاجة؟ 

الحاجة: كل ما اسمع كلمة راس السنة دي افتكر راس الكرنب وراس الثوم وراس التين وراس البر ولما ازهق افتح التليفزيون وألاقي الست امنية شلباية جمعاهملي وبتعرفني اتخلص منهم ازاي إلهي يسترها

المذيع: تتخلصي من ايه يا حاجة؟!! 

الحاجة: الرؤوس السودا يابني بعيد عنك

Sunday, December 16, 2012

ست البنات


كان شيئاً ما بداخلها يدفعها دفعا نحو تلك الحقيبة السوداء ، وبعدما تأكدت من نوم كل من بالبيت أصبح الإلحاح أقوى ، حرصت على ألا تخبرهم بشئ رفقاً بهم ، فأن تعيش وانت لا تعرف خيرا من أن تعرف فلا تعيش ، ساقت قدميها نحو الحقيبة وفتحتها وأخرجت منها عباءة سوداء وبنطال جينز وشال فلسطيني وحمالة صدر زرقاء

أصابها ذعر كمن فتح مقبرة جسد مات منذ سنين ، سحبت العباءة من الشنطة ببطئ وفردتها على الأرض وضعت فوقها من أعلى حمالة الصدر ومن أسفل وضعت البنطال .. إبتعدت عن العباءة وتكومت في إحدى زوايا الغرفة ، ظلت تنظر نحوها من بعيد وكأنها جثة حقيقية ملقاة أمامها على قارعة الطريق

إنهالت عليها الذكريات كما تنهال السهام في مسابقات الرماية ، انفجار قنابل الغاز ، صرخات الرجال والنساء ، رائحة الغاز المسيل للدموع ، صوت الأنين ، أنين المصابين وأنينها المكتوم ، وجع لا ينتهي ، وجع الفضيحة ، وجع الظلم ، وجع البلاد

17 ديسمبر 2011 ، تاريخ الحادثة أم تاريخ الوفاة؟ توقفت الحياة عند تلك اللحظة وكأنها لحظة وفاة الأمل وتشييعه ودفنه

كانت تجري هربا من جيش النظام الذي لفظها كما لفظ جيلها بأكمله ، لم تستطع مواصلة الجري ، سقطت ، سُحلت ، ضُربت ، رُكلت ، تكشف جسدها أمام كاميرات العالم لينكشف وجه النظام القبيح

عام مضى ، كيف مضى؟ بل كيف مرت الدقائق والثواني؟ عام ذهب فحسب ، تسمع أصوات الفرحين بنجاح مرشحهم للرئاسة ، صوت رئيس الجمهورية وهو يحلف اليمين فور فوزه وشكره للجيش وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وئيسه على مجهودهم العظيم في حماية البلاد ، قلادة النيل ، القاضي يعلن البراءة والأهالي تصرخ 

لم تدرك انها ظلت فريسة لأنياب الذكريات لساعات متواصلة إلا عندما سمعت صوت آذان الفجر فقامت وتوضأت ووقفت أمام رب العالمين تصلي

 تقرأ: الحمد لله رب العالمين ، ثم تسمع صوت: ألا تخجلون من تجريد الفتيات من ملابسهن .. يا واد يا مؤمن ، خلاص المنتقبة بقت ثورية دلوقتي؟ يا نصابين .. تطرد الأصوات كأنها ذباب مزعج تُبعده عنها

تركع: سبحان ربيّ الأعلى ، ايه اللى وداها هناك؟ في واحدة محترمة تلبس عباية على العريّ؟

تسجد: سبحان ربيّ العظيم ، تشعر بمرارة في حلقها تزداد كأنها حبل يلتف حول رقبتها ليقتلها

تشرع في الركعة الثانية: إياك نعبدُ وإياك نستعين ، صوت قنبلة الغاز يرج قلبها ، تغمض عيناها حتى تركز في الصلاة فلا تستطيع .. كلما أغمضت رأت نفسها عارية والشياطين السوداء تهجم عليها وتعذبها .. تسرع في فتح عينها لتبعد تلك الصورة التي لا تفارقها ، بكت .. كم بكت ! ، ختمت الصلاة ومسحت دموعها ودعت .. كم دعت ! 

Wednesday, December 12, 2012

رجعت الشتوية


رجعت علقة الخروج الآمن للملابس الصيفية من الدواليب وتبديلها بملابس الشتاء ، رجعت الضحكة بعد لبس الترنج الأزرق ووضع يدي في جيب الجاكيت فتمر أمامي مشاهد من زمن فات مع أخي عندما كنا ندب أيدينا الصغيرة في جيوب الملابس الشتوية/الصيفية فور تبديلها وفي قلوبنا أمل أن نجد نصف جنيه هنا او ربع هناك وياسلام لو ضحكت لنا الدنيا ووجدنا جنيها كاملا

رجعت لحظة اكتشاف ان الملابس الشتوية الخاصة بالسنة السابقة لم تعد مناسبة لطفلي ومن الضروري النزول لشراء ملابس جديدة ، رجعت رحلة اللف على المحلات للبحث عن بالطو مناسب وقراءة الورقة الصغيرة المشبوكة في ذراع كل قطعة والسب  في رجال الاقتصاد والسياسة في سري فور قراءة هذا السعر الباهظ ، رجعت أيام التفكير العميق في جدوى إرتداء بوت وبعد أخذ القرار الحاسم تكون الشتوية روحت !

رجع عقد العزم في بداية كل شتاء على عدم مروره بدون إنتاج حلة محشي كرنب فخيمة ، رجعت رحلة السوق يوم الجمعة لشراء الكرنبة الأمورة والبدء في سلقها وتقطيعها وتحضير الخلطة ثم لفها بعناية لأصابع لا حصر لها ، رجعت الفرحة بالإنجاز الرهيب والرغبة الملحة في التصوير بجوار الحلة حتى لا تذهب هذه اللحظة التاريخية في طي النسيان ، رجع مشهد خروجي من المطبخ والتباهي أمام أسرتي بحلة المحشي كأني إخترعت الذرة

رجعت شوربة العدس الأصفر التي أعشق سهولتها في الإعداد ، عدس أصفر - طماطم - بطاطس - بصل - ثوم ، هكذا أكرر لنفسي فور دخولي المطبخ حتى لا أنسى ، رجع التلكيك على الوقوف أمام الفرن للفوز بأي دفئ عابر أثناء شوي البطاطا أو تسوية صينية مكرونة بشاميل ،  رجعت سندوتشات القرنبيط المقلي واللفت المخلل ذات اللون الوردي الرائع ، رجعت الأطباق الساخنة على السفرة والتي تبرد بسرعة الصاروخ ، رجع الكسل من كل الأنشطة الحيوية الكونية خصوصا غسل الصحون

رجعت أكياس الجوافة والبرتقال – الكبير مش الصغير – أبو سُرة واليوسفي والموز الذي لا يأتي اليوم التالي إلا وقد إختفت سُباطة الموز من على وجه البسيطة

رجع حضن إيديك لكوب الشاي بلبن صباحا والشاي أبو نعناع مساءا ، يليه كوب من السحلب الساخن الملهلب أو حمص الشام المشطشط ، وتحبس بعدهم بكوب نسكافيه او كاكاو باللبن وكتاب لنجيب محفوظ وغنوة لفيروز " بإيام الصيف وإيام الشتي  "ا

رجعت عذاباتي في الديب فريزر المتنكر في صورة منزل أسكنه ، والذي كان أقاربي لا يصدقون مدى البرودة التي أحكي لهم عنها فيظنوني أبالغ أو اتحامل وأتبلى ع الديب فريزر – لا سمح الله – حتى تقع الطوبة في المعطوبة ويقرروا زيارتي ومعاينة البرد الذي يسمعون عنه الأساطير .. أرجوك لا تضحك عندما أخبرك ان هذه الزيارة دائما ماتكون الزيارة الأولى والأخيرة

رجع صوت الرعد وضوء البرق والمطر والنوات ، لحظة ما تشم ريحة التراب وتبص من الشباك تلاقي الدنيا غرقانة فتستغل الفرصة وتقف تدعي وتبكي وتختفي دموعك وسط نقط المطر اللى طرطشت على وشك ، رجع صوت الهواء المُخيف وإرتطامه بكل الشبابيك في وقت واحد ، الأمرالذي يشعرني اني بطلة فيلم رعب تستيقظ من أحلاها نومة لتسأل سؤال وجودي خطير: انا ايه اللى جابني هنا؟!


رجعت أدوار الأنفلونزا غير المبررة وما تشمله من سخونية وتكسير في العظام وإحتقان في الزور وزكام وتبادل أدوار بين الرشح وإنسداد في الأنف ، وإنتشار السؤال الشهير: بعاك بناديل؟ .. لا بعاييش


رجعت أيام وليالي الإكتئاب لإختفاء الشمس وعودة المدارس ورائحة الجوافة وسندوتشات الجبنة النستو – يا معفنين – وكوب البليلة الصميم ، رجعت عمليات إنقاذ الغسيل الملون المنشور على الحبل ولحظة اكتشاف ان المطرة مطرت فوق غسيلي الأبيض عدة مرات متتالية وكأن بينها وبين الغسيل الابيض تحديدا ثأر بائت وتاريخ ليس أبيضا بأي حال من الأحوال

رجع زمن اللكاليك الجميل التي تلتصق بقدميك كأنك قد ولدت بها ، رجعت البطانية اللى على الكنبة وفرد رجلك في إنتظار فيلم حلو أو أخذ الكمبيوتر المحمول على حجرك والغوص في غياهب الإنترنت وبعد النجاة من بين أنياب الفيس بوك تغلق الكمبيوتر ولسانك يردد: غفرانك !  

رجعت بطولة الباليه المائي في الشوارع العائمة على نهر الأمطار العظيم – نهر الطريق سابقا - و بطولة المشي على الحبال في الشوارع العائمة على نهر الطين الفظيع ، رجع استخدام الدروع البشرية المضادة للسقيع والأمطار قبل كل خروجة ، رجعت الساعة 6 بالليل شديدة الشبه بـ4 الفجر ومافيش في الشارع صريخ ابن يومين ، رجعت أيام الخروج في أمان الله وهوب تمطر عليك فتجري تستخبى تحت مظلة محطة الأتوبيس انت 
وباقي أفراد الشعب

رجعت لافتة " مغلق للتحسينات " على أبواب غرف النوم المغلقة خوفا من سرسوب هواء شارد ، رجعت غمزة أبو نسمة التي تدفع أم نسمة للرد بسرعة صاروخية: ايه يا راجل انت حرام عليك ده الجو برد أوي ، فينظر لها أبو نسمة بتحسر ويرد: انتي ظنانة على فكرة ، ده انا حتى كنت لسة هقولك " تيجي مانجيش وناكل قراقيش"؟
رجع كتاب " دراسة القرار الصعب في أزمة استحمى دلوقتي ولا صعب؟! " ، تستغرق مراجعة الكتاب في عقلك أيام وأيام حتى تستجمع قواك وتقرر خوض المعركة وربنا يستر ، تدخل الحمام وتنشغل بأي شئ سوى خلع ملابسك في الثلج ده ، وبعد ان تجد انه لا مفر إلا المواجهة تسلم أمرك لله وتقف تحت الدش 30 ثانية بالعدد 
وتطلع تجري !


رجعت السقعة والتكتكة والجوانتي الصوف والكوفية الملونة والآيس كاب والآيس كريم في عز المطر ودخان البرد اشديد الشبه بدخان السجائر الذي يخرج من فمك كلما استخدمته فيروقك الشعور بالإنحراف الممزوج بالبرودة هذا وتستمر في فتح فمك لخروج المزيد من الدخان ، رجع الترنج أبو زعبوط والبطانية الـ built in وساعة الصبحية وانت مش قادر تسيبها وتقوم تروح المدرسة / الجامعة / الشغل / الاستفتاء ! رجعتالأنوف والأصابع المجمدة والدفاية التي تتحول فور تشغيلها الى فرد من أفراد الأسرة بل أهم فرد في الأسرة على الاطلاق ، رجعت الشتوية التي لا أنتظرها كل عام فأصبر على أمل أن تعود الصيفية بسلام .. والسلام

Monday, October 15, 2012

كناسة الدكان

كناسة الدكانكناسة الدكان by يحيى حقي
My rating: 5 of 5 stars

يقولون أن الكتاب الجيد هو الذي تشعر بعد قراءته أنك فقدت صديق عزيز ، هذا تحديداً ما أشعر به الآن ، ولدي رغبة قوية تدفعني لكي أنظر لبداية الطريق لأعود وأسلكه من جديد فاقرأ ليحيى حقي مرار وتكرار دون كلل أو ملل

الكتاب عبارة عن مقالات 30 مقالة كتبها يحيى حقي في عدة جرائد ومجلات وجمعها في كتاب واحد ، المقال الأول في به سيرة ذاتية للكاتب بقلمه تحت عنوان اشجان عضو منتسب ، هي سيرة ذاتية بالفعل ولكن يمكن اعتبارها عمل أدبي منفصل بذاتها لجمال وحلاوة صنعها كأنه لا يكتب بل يغزل بالحروف لنقرأ قطعة فنية غاية في الروعة والإبداع .. دُهشت لكونه من أصل تركي وغير مصري ومع ذلك يعتبر راهب عاشق في معبد اللغة العربية شديد الاندماج بتربة مصر وأهلها ، تعدت سيرته الذاتية للحديث عن تطور فن القصة في مصر وانتقالها من اسلوب الوعظ والارشاد والخطابة الى اسلوب يصلح للقصة الحديثة كما وردت من اوربا .

أعجبت بوصفه للكاتب بالبوق عندما قال: أصبحت الآن أحس إحساساً واضحاً قوياً أنني لست إلا بوقاً ، لا قيمة له في ذاته ، ولكن قيمته أن إرادة لا ندري سرها إختارته لكي تهمس منه – على تقطع – سليقة اللغة والتراث مختلطة بأشجان الإنسان منذ أعز أجدادي – ساكن الكهوف – حتى اليوم .

يدخلك عالم لم تعاصره على الإطلاق عندما يحكي لك مشقة الخطوات الأولى لفن القصة القصيرة في الأدب العربي الذي أقتبس في البداية من الأدب الغربي ، وكيف أن القصص في البداية كانت باللغة العامية ، ليس هرباً من مشقة الفصحى وحسب بل لكي يكون الأدب معبراً عن المجتمع بصدق ، ثم حدث التحول إلى اللغة العربية لأنها " الأقدر على بلوغ المستويات الرفيعة ، على ربط الماضي بالحاضر ، على توحيد الأمة العربية " .

ثم تحملك باقي المقالات في قطار من اللغة الراقية والأسلوب المُدهش والتجربة الفريدة ليوصلك لعالم يحيى حقي الأدبي المميز ، تعيش معه منذ الطفولة وشقشقة فجر أيامه في البيت وفي المدرسة ثم الجامعة ، وصولاً لعمله في السلك الدبلوماسي ، وتجربة سفره إلى جدة فيسمح لك أن ترى كيف كانت الحياة في جدة عام 1929 من خلال مذكراته عنها ، ثم سفره إلى تركيا ثم إيطاليا فتجرب معه أول لقاء يجمعه بالحضارة الغربية ، مروراً على تجربة فقد زوجته ، حتى تصل معه إلى سن المعاش .

كنت اقرأ الكتاب على مهل كأنني أشرب عصير جميل أخشى أن ينتهي قبل أن أشبع وفي نفس الوقت كنت أركز كأنني أذاكر كل لفظ يكتبه ، ضحكت وأنا اقرأ بعض المقالات وإبتسمت مع البعض الآخر لرقاقة طبعه وجمال شخصيته ، وكعادة الدنيا فكل جميل فيها ينتهي .. إنتهى الكتاب بعد أن وقعت في حب الدكان وصاحبه والكُناسة بذات نفسها .


View all my reviews

Wednesday, October 10, 2012

الدنيا فيها إيه؟ .. الدنيا فيها مج نسكافيه

دخلت المطبخ حتى أحضر نسكافيه الصباح فوجدته ينظر لي ببلاهة كعادته ، إنه مج النسكافيه ذو اللون الأحمر الذي كان هدية على برطمان النسكافيه الكبير ، وبما إن أخلاقي فسدت وأدمن النسكافيه فنفذت الفكرة واشتريت البرطمان الكبير وأخذت المج هدية – وياريتني ما آخذته – كل ما أشرع في عمل مج نسكافيه وأرى المج والمكتوب عليه تهب رياح الإكتئاب على نفسي الضعيفة فتطرحني أرضا ولا أقوى على الأمل


المج يا سادة مرسوم عليه وجه يضحك ( بأفورة ) ومكتوب أعلاه بخط عريض فرفش وتحتها بخط أصغر قليلاً ( الدنيا فيها .. إصحلها ) !! ، كلما قرأت تلك الجملة الغامصة أنسى كل شئ وأبدأ في تفكير عميق وأسئلة فلسفية لا يوجد أي علاقة بينها وبين الصباح ( هي الدنيا فيها ايه؟ واللي فيها يستاهل اني اصحاله؟ ) ، وأفكر انه كان جدير بهم كتابة ( الدنيا فيها بلاوي فخليك نايم احسن) !ا

ثم أذهب في عالم آخر من الأفكار التي " تقفل " أي يوم بدري بدري

الدنيا فيها شهداء الأيام والسنين بتعدي عليهم لا بياخدوا حقهم ولا بيتحقق اللى استشهدوا عشانه

الدنيا فيها أحياء حقهم ضايع ولو طلبوه يُقال لهم: مالكش حق تطالب بحق ضائع ، أومال اطالب بإيه يا ولاد المفكوكة؟

الدنيا فيها شباب ، جيل كامل أدار له القطاع العام ظهره – إلا من أتى منهم بواسطة قوية - والقطاع الخاص وقف ينظر بشراسه وفي يده سكاكين طويلة يسنها ويتوعد لك – إذا ما كنت محظوظاً – بسنوات من الإستعباد والسُخرة في بيئة عمل غير آدمية نظير مرتب معقول ، وإن إعترضت فلتذهب إلى الجحيم .. ألف ، بل مليون من يتمنى مكانك ومستعد له

الدنيا فيها براعم تتعلم اللاشئ ، وياليتها تتعلم اللاشئ بسهولة بل بعذاب وبطلوع الروح وبتلال من النقود وفي نهاية العملية التعليمية والتخرج تظهر الحقيقة المُرة ويكتشف الكارثة ، إنه لم يتعلم شيئا على الإطلاق والقطاع العام والخاص يعلمون ذلك جيداً فأستغنوا عن خدماته من البداية

الدنيا فيها من يريد أن يجد لحياته معنى فقرر أن يقرأ ، وأكتشف انه لكي يقرأ يحتاج ثروة طائلة تواكب أسعار الكتب الجنونية وكأن القراءة حكر على الأغنياء فقط

الدنيا فيها شوارع مزدحمة وأمراض لا حصر لها ومستشفيات غير إنسانية بالمرة ومناطق عشوائية وعمارات تظهر في يوم وليلة وتنهار في ثانية ، الدنيا فيها تسول وتلوث وفساد وفقر وسرقة وجشع ومحسوبية ولوي للحقائق وكذب وإفترا و..

صرخت في عقلي وأفكاره بأعلى صوتي: كفاااااااااية ، ثم إبتعدت عن هذا المج اللعين وقررت ألا أستخدمه مرة أخرى وإخترت مج آخر زجاجي ( بـ2 جنيه ونص ) منقوش عليه ورد وأوراق شجر ، ولكن هذا المج الأحمر السيئ وما صاحبه من تفكير في واقع أسوأ جعلني أتخبط وأضع الماء الساخن على السكر قبل ان أضيف النسكافيه!


أخذت المج الزجاجي وخرجت من المطبخ وأنا أسب وألعن في منتجي النسكافيه ، ماذا سيحدث في الكون لو كانوا كتبوا على المج ( اصطحنا وصبح الملك لله ) أو ( يا صباح الخير ياللي معانا ) أو حتى ( صبح صبح يا عم الحاج ) !ا

Tuesday, July 03, 2012

فِي رِثَاءِ الْبطيخةِ



كلما رأيتها اقول سبحان من خلق وأبدع .. لها شخصية وشموخ وتميز يجعل تركها بجوار صديقاتها عند البائع شبه مستحيل .. خضراء تلمع وسط أشعة الشمس تغريك بعالم بطيخي ساحر .. تمسح جبهتك من العرق وتسرح في الملكوت لثواني وتتخيل نفسك جالساً بالملابس الداخلية بجوار المروحة وامامك سفرة عامرة بقطع شديدة الحُمرة من البطيخ الساقع الرائع وجبنة بيضاء وياحبذا لو كانت جبنة فيتا وإن شاالله ماحد حوش .. لا يعكر عليك صفو جمال هذا المشهد إلا لب البطيخ الذي كنت تتمنى ان يختفي من كل بطيخ العالم بضغطة زر إلغاء دولية موحدة

تذهب لبائع البطيخ بنظرة ردارية لا تتوقف عن عمل مسح شامل لكل البطيخات الموجودة عنده ، تكاد تصلي ركعتين إستخارة قبل إختيار البطيخة الصحيحة ولكنك تعتمد على فراغة العين وتختار اكبرهم حجماً وأكثرهم لمعاناً وتتوكل على الله بعد أن تربت عليها بحنان الأب فترن ويرتاح قلبك وتظنها حمراء  ، يعرض عليك البائع ان يشقها لك ع السكين وكله ثقة بجمالها وروعتها ، فتصدقه للأسف لأنك طيب وغلبان . تأخذها وتركب توك توك وكلك بهجة وأمل فتفاجئ بأغنية في التوك توك لا تتحدث سوى عن العذاب والمرار والسواد والإكتئاب .. (هل هذه علامة؟) تسآل نفسك قبل الإنفجار في ضحك هيستري متواصل.

تأخذ سكينة وتقتلها بلا رحمة وانت تدعي وتبتهل بأن تطلع حمراء هذه المرة حتى لا تصدق هواجسك الموسمية بإنك شخص نحس ولا حظ لك في البطيخ ، تفاجئ بكونها قرعاء تماما كما ظننت من قبل وكذبت ظنونك خوفا من القهرة ، ها هي القهرة أمام عينك مستديرة وكبيرة ولن تنتهي في يوم وليلة ، تحوش دموعك بعد أن تتذكر ثمنها الذي لهفه البائع حار ونار في جثته وتقطعها وتضعها في الثلاجة وتسلم أمرك لله 

تشرع في أكلها على العشاء وطفلك ذو الأعوام الخمسة سعيد جدا لانك أخيرا اشتريت هذه الفاكهة الضخمة المحاطة في عقله بهالة من الأسرار والغموض ونهر جارِ من الأسئلة ،  بعد إسبوع من إلحاحه المتواصل عليك لتشتريها ، ثم يهجم عليك بحضن كبير وقبلة غير متوقعة تنم عن سعادة مفرطة .. فكرة ان البطيخة طلعت قرعة في حد ذاتها قتلت استمتاعك بجمال الحضن والقبلة في مقتل ، وما ان بدأ ابنك في أكل قطعة من البطيخة حتى توقف قليلاً وانهمك في التفكير (هي دي البطيخة اللى قعدت اطلب فيها اسبوع؟! ) يرى خيبة الأمل في عينيك فيشفق من اخبارك بهواجسه ويستمر في أكلها في صمت 



تمشي في الطرقة الموصلة لغرفة النوم هائماً على وجهك ، تحاول النوم دون جدوى ، فللبطيخة القرعاء جرح غائر في القلب وحزن عميق في النفس لا يذهب إلا بإنتهائها ، وعقد العزم على شراء أخرى والدعاء بأن تفوز ببطيخة حمراء مرملة ولو لمرة واحدة قبل ما تموت قادر يا كريم ، تنام بعد الدعاء فتجد ابنك يطرق على الباب ويدخل يقبلك مرة أخرى ويدور بينكم هذا الحوار:ا

الابن: بابا انا مش عايزك تجيب بطيخ تاني  

الاب: ليه بس؟ عشان قرعة؟ ، يابني انا مش بحب أستسلم لليأس طول عمري وإن شاء الله ربنا هيكرمنا  ببطيخة حمرا ومسكرة في يوم من الايام .. قول يارب
ت 

 Lالابن: لا مش عشان لونها يا بابا .. انا زعلان عشان البطيخة طلع فيها بذر  

ما ان تصل هذه الجملة لأذنك حتى تجد نفسك تقفز من فوق السرير كالمدوغ وتلتقط فردة الشبشب من الأرض بسرعة وتقذف بها طفلك على طول ذراعك في حركة بهلوانية رشيقة وانت تصرخ: لاهو انت كل ده ماكنتش تعرف ان البطيخ فيه بذر يابن الكلب؟!ه 

Tuesday, June 19, 2012

قنديل أم هاشم

قنديل أم هاشم


My rating: 5 of 5 stars

الكتاب يستحق الخمس نجوم بجدارة .. لغة عربية تعدت مرحلة الجمال وأخذت تبهرني سطر تلو الآخر وصفحة تلو الأخرى .. سعيدة بكونها أول تجربة لي في عالم يحيى حقي 


القصص عجيبة في جذب القارئ وإدماجه في عالمها حتى اذا ما انتهت تجدك غير راضي على انتهائها بهذه السرعة ، دهشتني لغته العربية السليمة واحترافه الكتابة والتعبير والتشيبهات المتتالية والممتعة في ذات الوقت .. لم انزعج ابدا من التشبيه المستمر فكل تشبيه يجعلك تشعر بعبقرية الخيال واللغة والفن والفكرة .. الكتاب صغير نسيبا لكني قضيت في قرأته شهر كامل حتى اهضمه جيدا واستوعب جماله .. هناك جُمل بعينها تستحق القراءة مرة ومرة وفي كل مرة تجد طعم جديد جميل .. كل سطر يصلح ان يكون قول مأثور 

لم أخرج من الكتاب متعلقة بالقصص مثلما تعلقت بالكاتب وبإسلوبه السهل الممتنع ولغته الحية السلسلة ، تقرأ وكأنك تلميذ تدرس لغة وأدب وفن وتتعجب من شطارة المُعلم وقدرته الفذة على الكتابة ، حتى انك بالكاد تجد لفظ متكرر في القصة الواحدة فبحر اللغة عند يحيى حقي متجدد ولا ينضب أبدا ، يعطيك منه بكرم ولا يتوقف فتشرب انت لغة عذبة جديدة على اذنك ومختلفة 

قال يحيى حقي في هامش ( قنديل أم هاشم ) : مكثت أكثر من أسبوع أبحث عن الكلام الذي ينبغي أن ينطق به إسماعيل في هذا الموقف ، وقد أحسست أنه يجب ألا يزيد عن لفظ واحد ، إذ ليس من المعقول أن ينطق بجملة طويلة وهو في تلك الحال . وأردت أن يكون هذا اللفظ معبراً عن الأنين وعن الرغبة في البوح وفي الاستعطاف وفي تأكيد الإنتماء .. وبينما انا حائر في البحث عن الكلمة المناسبة إذ تذكرت نصاً كنت قرأته عن حياة الفيلسوف الألماني ( نيتشة ) وبقى منه في ذهني أنه حين أصيب بلوثة الجنون هبط من بيته الذي كان يقع فوق قمة جمل مرتفع وهو يصرخ: ( أنا .. أنا .. أنا ). عندئذ أدركت أن هذه هي الكلمة التي كنت أبحث عنها ، لانها تجسد كل المعاني التي طلبتها ، خاصة وأن حرف النون فيه نغمة الأنين . ولعل الذي قادني إلى تذكر هذا النص أن إسماعيل في هذا الموقف كان هو الآخر قريبا من الجنون . وهكذا يتأكد اعتقادي بأن الذي يضفي على النص الأدبي قدراً من قيمته هو إشاراته الخفية إلى أعمال أدبية أخرى ممتازة . فكأن للأدب كياناً متكاملاً اشترك في تشييده كل من سبقونا ومن يعاصروننا من كبار الكتاب في كل اللغات . 

هكذا تجدك تتعلم فن الكتابة على أصوله قبل ان تستمتع بالقصة كقصة ، فهو أول كاتب اجده مشغولا في كتاباته بتعليم الجيل الجديد كيف يكتب ويبدع ، وهذا بديهي ومنطقي بالنسبة ليحيى حقي لانه ذكر في سيرته الذاتية ان الفنان الصادق هو الذي يشعر أن المعبد أو الهيكل الذي يعيش فيه يجب أن يستمر وأن يسلمه جيل إلى آخر. 

قنديل أم هاشم: بسيطة وراقية ، أعجبت بوصفه لحي السيدة زينب والمقام كما أعجبت بوصفه للقنديل عندما قال " كل نور يفيد اصطداما بين ظلام يجثم وضوء يدافع ، إلا هذا القنديل فإنه يضئ بغير صراع " ، وكلمته عن الحب: " إن المحب لا يقيس ولا يقارن وإذا دخلت المقارنة من الباب ، ولى الحب من النافذة

السلحفاة تطير: تعجبت من اسلوبها حيث ذكر الكاتب انه استخدم في كتابتها الشكل الدائري للقصة ، فانتهت القصة حيث بدأت !!

كنا ثلاثة أيتام : خفيفة تتعجب من الأقدار وأفعالها .. يمكن تلخيصها في المثل القائل: راح يصطاد .. صادوه

القديس لا يحار: أعجبني فيها حيرة الانسان بين التقرب لله والإنقطاع لعبادته وبين غريزته الإنسانية وإستمتاعه بالحياة

بيني وبينك: قصيدة نثرية للحبيب الضائع .. لم تعلق في ذهني لاني غير متعودة على القصائد النثرية بشكل عام

كن .. كان: ما اجملها وأروعها؟ نموذج لنسيج أدبي مصنوع بإحكام وإتقان ، الفكرة والوصف والخيال والحبكة والمتعة والفائدة ... غاية الإبداع والجمال حقاً ، ان تصنع فن جميل ومفيد في ذات الوقت .. احتفظت من القصة بهذا الوصف : فوقه سماء القاهرة تكاد الروح ترشفها من فرح صفائها. تناثرت فيها نجوم لامعة وأخرى خابية ، لا يكاد النظر يستوعبها في مواقعها ، حتى تجد الأذن أن هذه النجوم المبعثرة مختلفات الألوان ينظمها نغم حلو جميل . لكل لون منها نصيب في إيقاعه ، ولكنه نغم خاف تشعر به الأذن ولا تتبينه ، كأنما هي أيضا عين ترى ولا تسمع . 


View all my reviews

Tuesday, June 05, 2012

الشعب غير سعيد لكن انت خالد


ازيك يا خالد؟ عامل إيه؟ .. مش فاكرني؟ أنا ياسمين اللى بكيت عليك من غير ما أعرفك .. وزرتني في الحلم بعد مماتك وكان جسمك كله بيشع نور لحد ما نورت الأوضة المضلمة بجسمك ومامتك كانت فرحانة بيك أوي . ايه؟ مش فاكرني؟ .. مش مشكلة بس انا فاكراك كويس وعمري ما هنساك J

حصل إيه في الدنيا؟ ياااااااه الدنيا اتغيرت اوي من ساعة ما مُت يا خالد  ، بعد استشهادك الدنيا اتقلبت والشباب عملوا ثورة وخلعوا مبارك .. ماتفرحش أوي كدة أصل جه الجيش مسك الثورة مننا وحماها .. حماها جامد أوي يعني ، ولسه بيحمي فيها لحد دلوقتي .. وربنا على الظالم والمفتري L

آآه مبارك اتحاكم بقى هو وعلاء وجمال وحبيب العادلي ومساعديه .. أصلهم قتلوا شباب كتير مايتخيروش عنك كدة .. قتلوهم وعملوا فيها أبريا .. لا ، سوزان عضمة ناشفة ماقدروش عليها ، ومااتسجنتش بس اتجرست جرسة بجلاجل ، لكن فايزة أبو النجا كويسة الحمد لله ، الظاهر أمها داعية للشال بتاعها جامد .. الغريب يا أخي إن أمي ليل ونهار بتدعي لي .. إني ألاقي وظيفة؟ ..  أبدااااااااااا .. ياللا ما علينا 

مبارك زي ماهو عمال يموت كل شوية ويعيش تاني .. مات له كدة ييجي 15 مرة من ساعة ما انت مُت يا جدع ! .. أصله مش جدع زيك لا ده جبان ونفسه التراب يداريه من عمايله .. بس على مين هيهرب مننا هيروح في ستين داهية ان شاء الله


 اسكت مش مبارك بقى سوابق؟! آه والله خد مؤبد وقعد يعييييييييط ويحسبن على الشعب ولبس البدلة الزرقا واتحكور ، ده حتى لابس ساعة دهب من كتر الكحورة يا خالد بعد ما جددوا له مستشفى السجن ب8 مليون جنيه ونص بس ! .. تعبناه معانا كتير طيارة رايحة وطيارة جاية واتشحطط على الآخر .. بس الحمد لله صبغة شعره لسة بخير والفيسبوك كله بيشكر فاتيكا دلوقتي !

الباقي؟ اللى هم علاء وجمال اللي كانوا واخدين البلد لحسابهم دول؟ اسكت يا خالد مش طلعنا ظالمينهم هم ولواءات الداخلية ؟! .. ايوة زي ما باقول لك كدة .. خدوا براءة عشان هما طيبين من جواهم زي محمود الجندي وكمال أبو رية ، ومبارك هو اللى كان حاصرهم في أدوار الشر .. حتى اسماعيل الشاعر اللى قتل العيال خد براءة برضه عشان احنا ظلمة ومفتريين 

بس احنا تمام التمام وزي الفل والأشيا معدن .. كل ما هنالك إن عجلة الانتاج فرقعت في وشنا وناس كتير سابت شغلها والأسعار انفجرت هي كمان  ، الليمون بقى ب15 جنيه يا خالد .. تصدق؟ تلاقي انت عندك شجر ليمون وهايص ياعم مين قدك .. ما باحسدش يا برنس أنا باقر بس  J

بس الثورة طلعت لذيذة أوي يا خالد  .. ده إحنا بنضحك ضوحك .. ده مبارك لازم يتعدم بتهمة حرمان المصريين من التهييس ده كله . الإخوان بقى ركبوا على الثورة وعملوا فيها صحابها وطلعوا على البرلمان والكتاتني بقى مكان فتحي سرور ! والنواب بقوا يقولوا القسم بما لا يخالف شرع الله كمان ، والسلفين ظهروا وعبد المنعم الشحات بقى يطلع في التليفزيون ينظر علينا ولا أحمد عز في زمانه ، بس الثوار بخير والله .. كل القوى السياسية والاحزاب باعتهم بس 


آه كنت هانسى .. مش إكتشفنا ان في شوية مصريين فلول يا خالد؟! ..  لا ده مش مرض مُعدي ده خلل في كيميا المخ بعيد عنك ! .. مش شايفين أي مشكلة في إنك اتعذبت لحد الموت وبيدافعوا عن اللى قتلوك وبيحبوهم .. بيسموا نفسهم ( أبناء مبارك ) وبيمووووووووووتوا في حبه .. بيحبوا فيه إيه ده ؟! والله ما أعرف ، ده حتى ضيع مستقبلنا وكرٍه أجيال كاملة في عيشتها ! ياللا القرد في عين أمه غزال بقى ! ودي أسرار بيوت مالناش فيها يمكن ماسك عليهم ذلة ولا حاجة 


واكتشفنا إن نسبة كبيرة من النخب معاهم الجنسية الأمريكية رغم تصريحاتهم الكتيرة في التليفزيون والجرايد إنهم معجونين بطين مصر .. أمال الجنسية الأمريكية جت منين؟! علمي علمك .. اللى مضايقني إنهم واخدين الجنسية لوحدهم وسايبين الشعب واقف طوابير أمام السفارة الأمريكية .. أنانيين مش كدة؟ ماهو يانعيش في أمريكا عيشة فُل يا نندفن في مصر إحنا الكل ! 

أهم حاجة أنا مش عايزاك تقلق على البلد .. إحنا مشينا في طريق الديمقراطية حافيين ووقفنا سنة ونص من غير رئيس لحد ما جالنا دوالي من الوقفة ! .. بس خلاص أخيرا كلها كام يوم وننتخب رئيس في الإعادة ..        معانا بِس وتِش .. يوه قصدي شفيق ومرسي ، دول بقى حكاية الحكايات وأسطورة الأسطورارات ^^ ..  واحد محشش ومضروب بالجزمة ومش فاهم حاجة .. والتاني عنده زيت وأطنان بطاطس عشان يأكل الشعب شيبسي جامبو  ..  بس طلع ماعندوش غضاضة للأسف .. إستأصلها بعيد عن السامعين L


بنتظاهر وبنعترض أهو وبنهاااااتي لما صوتنا اتنبح  .. لا مش الكل معترض فيه ناس بتقول لك نحتكم للصندوق وهو اللى يحكم ولازم نرضى بقرار الصندوق  .. مع إن الصندوق ده يا خالد لو بينطق كان شتمنا شتيمة وحشة أوي  .. ياللا مش مهم . 


 وإحنا ؟ لا إحنا هتنجنن بس  .. لا عارفين ننتخب ولا نقاطع ولا عارفين نكمل لعب ولا نقلب الترابيزة في وش شفيق ولا عارفين نشوف برامج من غير إعلانات ، ده حتى – لامؤاخذة انت اخويا – الملابس الداخلية بقوا يعلنوا عنها في التليفزيون عيني عينك  .. آه والله زي ما باقولك كدة  .. تلاقي المرشح من دول قاعد يهذي أي كلام في أي بتاع والشاشة البلازما جنبه عارضة ملابس داخلية قطونيل والمرشح مبتسم وماعندوش أي غضاضة ، ماتستغربش يا خالد .. الملابس الداخلية بقى ليها دور أساسي في التحليلات السياسية وفي الديمقراطية وفي الانتخابات الرئاسية لدرجة ان الإعادة بقت بين قطونيل ودايس .. والشعب لايص ! 

معلش طولت عليك  .. أصل اللى حصل كتير ولا يتحكي ولا يتوصف ولو سبتني كدة هافضل أرغي أرغي لحد ما شفيق يفوق .. وعلى إيه ، خليه مسطول أحسن عشان الجزم ترشق في وشه كويس ! .. خلي بالك من نفسك وماتزعلش .. ربنا كبير وقادر على كل شئ .. سجل رقمي بقى عشان لما أبعتلك تاني تعرفني .. قشطة؟ سجلني بإسم الآنسة أم أنس .. ايه؟ إزاي آنسة وأم أنس في نفس الوقت؟! .. مش قولتلك الدنيا اتغيرت اوي من ساعة ما مُت يا خالد؟ L

Monday, June 04, 2012

مصر تبتسم :)

عظيمة هي الإبتسامة التي تخرج من قلب لم يذُق طعم الراحة  

أصداء السيرة الذاتية


My rating: 5 of 5 stars
يصعب التعامل مع كتاب أصداء السيرة الذاتية للأديب العالمي نجيب محفوظ كباقي مؤلفاته ، ذلك لأنه أقرب للقطع الأدبية المركزة والمقتصدة والمكثقة تعتمد على الرمزية ، كانت تنشر له بشكل إسبوعي فى جريدة الأهرام عام 1994 تحت عنوان أصداء السيرة الذاتية ثم تم جمعها فى كتاب واحد فيما بعد

عندما تقرأ هذا الكتاب البديع تشعر أنك فى حضرة روح رجل تقدم به العمر فزينت الأيام قلبه بالحكمة وعقله بالرجاحة وقلمه بالجمال ، رجل ذاب في الدنيا وذابت الدنيا فيه ، تشعر أنك تلمس بقلبك ملمس تجاعيد الوجه المهيب وروعة المعاني وسلاسة الأسلوب ، إنها ملخص التجربة وخلاصة الحياة وعصير الأيام وعصارة الحكمة لرجل يدرك ان ما هو آت من العمر لن يكون أطول مما مضى منه ، وأن المستقبل لن يكون بقوة الماضي ، فيهديك جرعة مكثفة من أيام حياته الحافلة

إنها تجليات الأديب الكبير صاحب القلم الثري الموهوب الذي كتب وأبدع وعُرف ونال شهرة واسعة ، هذه الأصداء مثل أمواج المشاعر العذبة التي تجعلك تفكر بقلبك وتشعر بعقلك ، لتحملك هذه الأمواج فى ترنح عجيب بين الماضي والحاضر .. الخير والشر .. العدل والظلم .. الحب والكراهية .. النور والظلام .. الأُنس والفقد .. البداية و النهاية .. الحياة والموت .. الدنيا والآخرة .

لا تعتبر “أصداء السيرة الذاتية ” سيرة ذاتية لنجيب محفوظ ، فقد رفض أن يكتب سيرته الذاتية مبرراً ذلك بقوله : “هناك عشرات المقابلات معي في مختلف وسائل الإعلام و لا حاجة توجد لكتابة سيرتي الذاتي” ، ولكننا نجد حياته موجودة ومختزلة فى كل لقطات الأصداء من خلال شخصية ” عبد ربه التائه ” التي ظهرت فى الثلث الأخير من الكتاب

ذلك الرجل الذي كان ينادي ” ولد تائه يا ولاد الحلال ” ولما سُئل عن أوصاف الولد المفقود قال : ” فقدته منذ أكثر من سبعين عاماً فغابت عني جميع أوصافه. فعُرف بعد ربه التائه . وكنا نلقاه فى الطريق أو المقهى أو الكهف ، وفي كهف الصحراء يجتمع بالأصحاب حيث ترمي بهم فرحة المناجاة في غيبوبة النشوات ، فحق عليهم أن يوصفوا بالسكارى وأن يسمى كهفهم بالخمارة . ومنذ عرفته داومت على لقائه ما وسعنى الوقت وأذن لي الفراغ ، وإن فى صحبته مسرة ، وفي كلامه متعة ، وإن استعصى على العقل أحياناً. “

هكذا كان التعريف المناسب للشخصية الممثلة لذاته ، ثم يخرج لنا عبد ربه التائه بكلامه الحكيم الممتع والمفيد على مدار الكتاب ، عن طريق حوار تخيلي بين الراوي والشيخ عبد ربه التائه، فتجده يحدثك تارة عن السياسة عندما يقول: “سألت الشيخ عبد ربه التائه : متى يصلح حال البلد؟ ، فأجاب : عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة “

ويحدثك عن الرحمة تارة أخرى قائلاً : “سألت الشيخ عبد ربه التائه: كيف لتلك الحوادث أن تقع فى عالم هو من صنع رحمن رحيم؟ .. فأجاب بهدوء : لولا أنه رحمن رحيم ما وقعت ! ” ، ثم يحدثك عن الشكر قائلاً: “قال الشيخ عبد ربه التائه: الحمد لله الذي أنقذنا وجوده من العبث فى الدنيا ومن الفناء فى الآخر”

ويحدثك عن الدنيا والآخرة قائلاً: “قال الشيخ عبد ربه التائه: إذا أحببت الدنيا بصدق ، أحبتك الآخرة بجدارة ” ، ويحدثك عن معنى الحياة قائلاً: “قال الشيخ عبد ربه التائه: جاءني قوم وقالوا إنهم قرروا التوقف حتى يعرفوا معنى الحياة ، فقلت لهم تحركوا دون إبطاء ، فالمعنى كامن فى الحركة” ، ثم يحدثك عن الموت قائلاً: ” عندما يلم الموت بالآخر ، يذكرنا بأننا مازلنا نمرح فى نعمة الحياة ” .

لا شك فى وجود غموض فى بعض الأصداء ، ولكنه غموض باعث على التفكر والتأمل والتدبر، كما قد تصيبك الحيرة عند قراءة هذه الأصداء ، فتارة تشعر أنك أمام نص فلسفي عقلاني مُحكم كُتب على يد أحد كبار الفلاسفة ، ثم ما تلبث أن تشعر أنك أمام نص صوفي روحاني صافي كُتب على يد أحد كبار أعلام الصوفية ، ذلك التأرجح بين العقل والروح أو المادة وما وراء المادة بإسلوب سلس بسيط يخلو تماماً من التعقيد ويقترب من النفس البشرية

ورغم أن هذه الأصداء لم تحظى بالشهرة التي حظيت بها أعماله الأخرى إلا إن النقاد وجدوا أن أصداء السيرة الذاتية تعتبر من أهم ما كتب وتمثل خلاصة فنه و تجربته و خبرته ، لذلك أدعوك صديقي خصوصاً ونحن نحتفي بئموية نجيب محفوظ أن تقراءة هذا الكتاب لتسمتع وتتعلم .. وتندهش!


Saturday, June 02, 2012

إسود على كل ظالم !


دعني أحدثك عن لحظة عجز اللسان عن النطق والكتابة عن الوصف .. تلك اللحظة التي تدخل فيها نفق الكهولة وانت في عز شبابك .. عندما تجد كل النوافذ مغلقة وكل الآمال سراب لا يهمه سوى تضليلك وإيهامك بوجوده .. فتصدق وتطمأن وتقول لنفسك: الحمد لله عملنا ثورة .. ثم تمشي أكثر في طريق الفرحة تجد السراب الكاذب يتلاشى ويختفي وتظهر الأشواك تحت أقدامك كثيرة ومتشعبة ومؤلمة إلى حد الموت


إنه الظلم المر الذي يُصب فوق رأسك صباً فلا تستطيع الشكوى أو التألم .. إذا نطقت قالوا تخرب البلد وممول وأجندة خارجية .. تنوي خيراً فتجد الأشواك تزداد وعيون الجميع تنظرلك وتتوعد .. لو نطقت مرة أخرى تبقى مش عايز إستقرار في البلد !


تصمت وتمضي آملا في صندوق نزيه فتجد الصندوق فارغ خاوي من كل الأصوات إلا صوت صرخاتك ... تُسكن آلامك علك تحصل على قصاص أصدقائك فلا تجد قصاص ولا هواء للتنفس .. الكل بريء إلا أنت .. لا توجد أدلة سوى على تخريبك للبلد .. هم لم يفعلوا شيئا .. هم ليسوا من البشر بل ملائكة لا تخطئ وانت وحدك صاحب عيون ترى أوهام ما أنزل الله بها من سلطان 


 مال ميزان العدل فوقع الأمل من فوقه مقتولا سابحاً في دماء برائحة المستقبل والحلم والحب لشاب قُتل يوم 28 يناير إسمه أحمد إيهاب .. العريس الذي تزوج ثلاثة أشهر فقط ثم مات !


تتخيل أحمد عريس في الزفة ثم تراه مقتولا بجواره صورة لقاتله يبتسم إحتفالاً بحكم البراءة .. تنعدم الرؤية فجأة وينتشر الظلام في ارجائك كما تنتشر رائحة خبيثة تُصر على الوصول إلى أنوف الجميع .. وحدك تبكي .. تصرخ .. تخرج .. تثور .. والله من ورائهم محيط
 

Thursday, May 24, 2012

يوم إنتخاب الشهيد

بدأ اليوم بأحلام عديدة .. رأيت حمدين صباحي وأبو الفتوح وأجواء متداخلة أدت إلى إستقاظي من النوم .. حاولت جاهدة العودة للنوم مرة أخرى ولكن عيني أخذت قرار بالإستيقاظ .. دائما ما تكون لحظة الإستيقاظ لحظة مفصلية تتعرف على كل شئ حولك من جديد وتبحث عن إجابات أسئلة وجودية من نوعية من أنا؟ وأين أنا؟ وماذا أفعل هنا؟ 

نظرت في الموبايل وجدت الساعة 8 ، إذن جاء النهار .. ولكنه ليس مثل أي نهار لدي مهمة وطنية لابد أن أنفذها ويجب أن أصوت في الإنتخابات 

جاء يوم الحسم ولابد أن أقرر من سأختار .. إن سألتني من سنة ماضية كنت سأجيبك بثقة بالغة: أبو الفتوح طبعااااا ، وإن سألتني من إسبوعين سأجيبك بثقة أبلغ: حمدين طبعاااااااا ... وإن سألتني صباح اليوم ستجدني أغرد على تويتر: ركز يا ضميري وخليك صاحي .. أنتخب أبو الفتوح ولا صباحي؟ 

في الطريق حاولت عصر عقلي وأفكاري لأرسى على مرشح بعينه ولكن المصيبة إن كل الأفكار دخلت في بعضها البعض فلم أخرج من المحاولة إلا بأفكار لوذعية خرافية لا تمت للواقع بصلة .. تمنيت أن أقف أمام اللجنة وأبحث عن البطاقة فلا أجدها لأريح نفسي من عذاب الضمير ولكن للأسف البطاقة معايا .. والبضاعة كمان معايا 

كثافة البوسترات دارت بي عبر الزمن .. عقلي إستبدل كل صور المرشحين بصور الشهداء .. أحمد بسيوني ومينا دانيال والشيخ عماد عفت وغيرهم وغيرهم .. منعت دموعي بشق الأنفس وإتجهت نحو المدرسة كالمغيبة لا أدري ماذا أفعل .. رأيت نساء منتقبات ينتشرن حول المدرسة ويوقفن النساء في الشارع ليقنعوهن بمرشح معين .. كنت أود أن أقول لهن: إرحمونا بقى ، ولكني لم أفعل ... إستمريت حتى باب المدرسة ورأيت أفراد الشرطة العسكرية يقفون أمام الباب وتمنيت لو أقول لهم: حسبي الله ونعم الوكيل ولكن صوتي اختفي حينها في ظروف غامضة 

دخلت اللجنة .. دونت رقم اللجنة ورقمي في الكشوف على الموبايل .. عندما سألتني الموظفة عن رقمي في الكشوف كنت سأعطيها الموبايل ! ، إنتهت الإجراءات ووقفت أمام ورقة عليها صور مرشحين ورموز ومطلوب مني أن أختار .. دققت في الوجوه وجدت عقلي يستبدلها هي الأخرى بصورة خالد سعيد .. الشاب السكندري الجميل الذي زارني في منامي بعد إستشهاده بإسبوع .. كأن الوقت لم يمر وكأننا في أواخر عام 2010 نقف بالملابس السوداء على الكورنيش حداداً وغضباً وتمشي بجوارنا عربات الحزب الوطني بالأغاني الصاخبة يتجمع حولها الأطفال ليرقصوا ويوزعوا عصائر مثلجة على المصيفين والعابرين بالسيارات 

تأكدت من إسم مرشح بعينه وإجتهدت في وضع علامة صح أمام إسمه .. فأنا استخدم يدي اليسرى والصح الخاصة بي ليست كالصح الطبيعية .. إجتهدت في جعلها طبيعية .. رسمتها بمعنى أصح .. طويت الورقة بإحكام ووضعها في الصندوق البلاستيكي الممتلئ .. ثم غمست إصبعي في الحبر الفسفوري وخرجت أبكي !ا

Wednesday, May 23, 2012

رياح الأمل

أيا رياح الأمل هُبي على قلبي الحزين 
وحركي ستائره المتربة بيأس السنين
 حتى نذهب للسوبر ماركت
 ونشتري صابون سائل 
وننفضه سوياً تنفيضة العيد

Monday, May 07, 2012

حريم السلطان وحريم الغلبان

قام صناع الدراما الأتراك بإنتاج مسلسل تاريخي "ملحمي" كما تصفه قناة الحياة إسمه (حريم السلطان)  وإختلفت التفاسير حول هدف هذا المسلسل الملحمي ، هل للتذكير بفترة ذهبية من تاريخ الدولة العثمانية الإسلامية تحت حكم السلطان سليمان القانوني الذي يعتبره المؤرخون الغربيون أحد أعظم الملوك على مر التاريخ ، أم لرصد كيف كانت الحياة اليومية داخل هذا القصر المهيب وبالتحديد مكائد حريم السلطان للفوز بقلب هذا الملك العظيم وبالتالي الفوز بالسلطة والنفوذ ، وأيا كانت الأسباب فهي لن تفيد بعد حدوث الكارثة وعرض المسلسل على المواطن المصري الغلبان الذي أسمع أنينه وحرقة قلبه كلما تتابعت الـ48 حلقة أمامه الواحدة تلو الأخرى ، حرقة القلب تلك ليست بسبب إعلانات قناة الحياة بالطبع فذلك شئ تعود عليه المواطن منذ زمن وأصبح أمر واقع كبقاء المجلس العسكري في السلطة تماما.

فكر معي يا صديقي ، لما لا يحترق قلب المواطن وهو يشاهد ذلك السلطان الذي تربع على عرش السلطة وهو في الخامسة والعشرين من عمره بينما يبلغ المواطن من العمر خمسة وثلاثين ومازال يبحث عن وظيفة ، كيف يشاهد هذا السلطان الرياضي ممشوق القوام أزرق العينين الذي لا يفكر في مرتب آخر الشهر أو إرتفاع أسعار السلع والمنتجات بكافة أنواعها.  

كيف يشاهد مثلا إبراهيم باشا صديق السلطان الذي يتعامل بمنطق الكفاءة ويصبح الوزير الأول للدولة العثمانية رغم إنه غير عثماني على الإطلاق ولا يطلب منه دليل أن أمه لا تحمل الجنسية الأمريكية ، بل ويزوجه السلطان أخته بينما يُطبق الحد على زوج الأخت الأخرى للسلطان ويُعدم لأنه إستغل منصبه ونفوذه وسرق وقتل المواطنين !!!

كيف ينام الليل مواطن سُحل وسُرق وقُتل أصدقائه وهو يرى رد فعل السلطان عندما تمرد عليه الجيش الإنكشاري ليزيد من رواتب الجنود ونهب وقتل وخرب في البلد مستغلاً سفر السلطان للصيد وعندما عاد السلطان قام ببساطة بقطع رقبة القائد الأعلى للقوات المسلحة .. معذرة أقصد القائد الأعلى للجيش الإنكشاري ومساعديه وهو يؤكد أن أمن المواطن أهم حتى من الجيش نفسه !

ثم كيف يصمت المواطن وزوجته المواطنة أمام هويام المرأة الجميلة الشقراء تلك التي لا تتحدث مع السلطان أبدا عن خرم الميزانية المزمن أو عن مصاريف البامبرز المتصاعدة أو في صراخ الأطفال اللامتناهي أو عن جبال المواعين التي تتكاثر ذاتيا ، تلك الفتاة التي تنجب للسلطان في كل سنة طفلا جديدا وعاشت وماتت وهي لم تسمع طوال حياتها عن حملة سوزان مبارك لتحديد النسل والتي لو رأى السلطان إعلان واحد لتلك الحملة لكان أمر بقطع رقبة السيدة الأولى وأراح البلاد والعباد من ذلك الهم الثقيل.

زوجة السلطان التي تخشى زعل السلطان لا لأنه يمكن أن يتركها كالبيت الوقف أو يطلقها ويعيدها لبيت أهلها فتجرجره هي بدورها في المحاكم وتلفق له قضية تبديد منقولات بعد ما وافق تحت تأثير الحب على التوقيع على القائمة ، بل تخشاه لأنه يمكن أن يقوم بذبحها وقطع عنقها ببساطة متناهية ولا عزاء لجمعية المرأة المتوحشة.

الخلاصة يا سادة يا كرام .. كيف نعرض مسلسل عن سلطان حياته عبارة عن حب وإنجاب ومجوهرات ، تتهافت عليه النساء ويقضي كل ليلة مع إمرأة جديدة أمام مواطن يناااااضل من أجل توفير ثمن دبلة؟! .. أين الإنسانية؟ أين الرحمة؟ أين الشفقة؟ أين الريموت كنترول؟!