خرجت النهاردة الصبح أروح للصيدلية .. كان في لسعة برد خفيفة والمطرة كانت بتندع .. رحت الصيدلية اللى جمب البيت لاقيت الدوا مش موجود ، لفيت عشان أروح للصيدلية التانية البعيدة لعل وعسى آلاقي الحقنة .. الدكتور قالي عليها فى معاد معين وماينفعش ماتتاخدش .. وانا رايحة للصيدلية البعيدة وماسكة سبحتي وبسبح بلساني وبدعي بقلبي يارب آلاقي الحقنة لمحتها بطرف عيني .. واقفة قدام البنزينة .. شامخة ملونة ودافية .. وناس كتير واقفة حواليها ينشدون بعض الدفئ والحنان وهي مش بخلانة على حد .. عربية الفول الجميلة .. تمازج غريب بين رائحة الفول والعيش الطازة مع رائحة بنزين العربيات .. شئ كدة عامل زي ما تسمع موسيقى شرقي متداخلة مع موسيقى الراي .. فكرة مجنونة طاردتني بعد ما شوفت العربية وهي انى أشتريلي سندوتشين وانا راجعة .. طردت الفكرة دي من دماغي بسرعة وقلت اللهم أغزيك يا شوشو
طول عمري مغرمة بعربية الفول ولمة الناس عليها الصبح وهما رايحين شغلهم .. القدرة السخنة والعيش السخن .. الزيت والشطة والطحينة والسلطة والبصل الذيذ وقرون الفلفل الحامية ... أطباق فول صغيرة خالص .. طرشي لفت وجذر ولمون وزيتون مخلل .. كلهم عناصر بسيطة ممكن تحسسك بالبهجة والسعادة اليوم كله .. اتعاملت مع العربية دي كتير بس أكتر فترة كنت بتاكل منها تقريبا كل يوم كان أيام الشغل .. والحمد لله ان موضوع الشغل نفسه ماطولش عشان ماأصبش بحاجة لاقدر الله
كانت عربية فول جامدة آه بس فى الدقي .. وطبعا انتوا عارفين عربية الفول بتفرق من حي لآخر فرق شاسع ، يعني ماينفعش نقارن عربية فول فى الدقي بعربية فول فى العمرانية مثلا! .. عربية الفول بتاعة الدقي دي كانت لقطة .. جمب الشغل ، بعدي عليه كل يوم وانا رايحة وكمان مش بلحق أفطر فى البيت عشان لازم أوصل فى معادي وشارع فيصل كان يأبى إلا أن يأخرني يومياً .. كنت بحب السندوتشات من عنده أوي .. زمايلي فى الشغل كانه مسمينه حمادة الحرامي لان النص رغيف كان بجنيه .. بس انا كان عندي مرتب والأشة كانت معدن ومافيش مانع أشبرأها على نفسي شوية بقى
رغم تحذيرات المديرة انه كثرته ممكن تسبب أمراض كتيرة ودائما لستة التحذيرات وقائمة الأمراض وأعراضها ومضاعفاتها الخطيرة ماتظهرش إلا وسندوتش الفول فى إيدي وباكل فيه .. بس كنت بعمل نفسي مش سامعة إلا صوت ألحان الفول العظيم فى الرغيف السخن .. بيعزفلي على أوتار معدتي الجائعة جدا أجمل وأعذب الألحان .. إحساس لا يوصف بالصياعة والصعلكة .. مهما كانت شهادتك أو وظيفتك أو مكانتك الإجتماعية .. عربية الفول دي جزء من الشخصية المصرية الصميمة .. يعني تعتبر زي الأهرامات وأبو الهول والسد العالي والقناطر الخيرية كدة .. وآكاد أجزم إنها الوجبة المفضلة عند البشمهندس " مينا موحد القطرين " اللى شاكة إن جذوري العائلية ترجع له شخصياُ .. فاكرينه؟
رحت الصيدلية والحمد لله لاقيت الحقنة وفي دماغي تتابع سريع متوالي لمشاهد لا تنسى .. مشهد أول مرة عملت تحليل وطلع إني حامل .. مشهد السونار اللى كنت بستمتع بيه جدا طول فترة الحمل ، كائن عجيب بيتحرك جوايا والدكتور كل مرة يثني على حسن أدائه الممتاز فى رحم أمه كجنين أمور .. مشهد وانا رايحة للدكتور وفرحانة إنى آخيرا حولد .. والمشهد وانا ببص على السونار وشوفته فى سكون وهدوء على غير العادة وكأنه عايز يقولي الخبر قبل أي حد .. مشهد وانا بفوق من البنج وعندي أمل ان اللى كنت فيه ده كان مجرد كابوس مزعج بعد أكلة تقيلة .. مشهد وانا بفوق وبسأل الدكتور: هو مات بجد يا دكتور؟ .. أيوة يا ياسمين .. الحمد لله .. قول الحمد لله يا دكتور .. الحمد لله يا ياسمين .. مشهد وانا خارجة من المستشفى وابني مش فى إيدي .. وانا باخد الحقنة حسيت بدمعة بتزق نفسها عايزة تطلع من عيني .. قاومتها بعزم مافيا وبصيت فى السما وانا خارجة من الصيدلية وكلمت ربنا
لمحت العربية تاني وانا مروحة واقفة تناديني وتبصلي فى عيني وتقولى تعالى .. بقالك كتير مابتزورنيش .. الفكرة المجنونة فى دماغي تحولت لرغبة ملحة .. يابنتي انتى لابسة شيك وحيبقى شكلك أهبل وانتى رايحة تشتري! .. مش مشكلة محدش حياخد باله .. وبعدين دول كلهم رجالة وانتى بتتكسفي! .. معلهش حعمل نفسي راجل واروح اشتري برده ماليش دعوة وبعدين كلنا أخوات فى الإنسانية يعني هما يستمتعوا بعربية الفول عشان رجالة وانا لأ؟!!!!!! .. طب مانتى ممكن أى حد من الجيران يشوفك وحيبقى شكلك ساعتها وحش أوي! .. مارضتش أرد على البت اللى بتتكلم من جوايا دي وقمت ضارباها على دماغها ودوختها وخدت بعضي وجري على العربية الجميلة اللذيذة
كانت الدنيا زحمة والراجل مش ملاحق ، فضلت واقفة مستمتعة بريحة البصل والسلطة والفول والعيش الموحوح .. خدت السندوتشين فى كيس بلاستك شفاف ودفعت الفلوس .. فتحت الشنطة الجلد الشيك وخبيتهم بسرعة فيها قبل ماحد ياخد باله من هذه الجريمة الشنعاء فى حق البرستيج العام .. طلعت البيت وانا حاسة إحساس غريب أوي .. كنت حاسة إني مش لوحدي .. وان شقتين الفول دول إتنين اصحابي جايين يزوروني ويقعدوا معايا شوية .. تاخدوا حتة؟
طول عمري مغرمة بعربية الفول ولمة الناس عليها الصبح وهما رايحين شغلهم .. القدرة السخنة والعيش السخن .. الزيت والشطة والطحينة والسلطة والبصل الذيذ وقرون الفلفل الحامية ... أطباق فول صغيرة خالص .. طرشي لفت وجذر ولمون وزيتون مخلل .. كلهم عناصر بسيطة ممكن تحسسك بالبهجة والسعادة اليوم كله .. اتعاملت مع العربية دي كتير بس أكتر فترة كنت بتاكل منها تقريبا كل يوم كان أيام الشغل .. والحمد لله ان موضوع الشغل نفسه ماطولش عشان ماأصبش بحاجة لاقدر الله
كانت عربية فول جامدة آه بس فى الدقي .. وطبعا انتوا عارفين عربية الفول بتفرق من حي لآخر فرق شاسع ، يعني ماينفعش نقارن عربية فول فى الدقي بعربية فول فى العمرانية مثلا! .. عربية الفول بتاعة الدقي دي كانت لقطة .. جمب الشغل ، بعدي عليه كل يوم وانا رايحة وكمان مش بلحق أفطر فى البيت عشان لازم أوصل فى معادي وشارع فيصل كان يأبى إلا أن يأخرني يومياً .. كنت بحب السندوتشات من عنده أوي .. زمايلي فى الشغل كانه مسمينه حمادة الحرامي لان النص رغيف كان بجنيه .. بس انا كان عندي مرتب والأشة كانت معدن ومافيش مانع أشبرأها على نفسي شوية بقى
رغم تحذيرات المديرة انه كثرته ممكن تسبب أمراض كتيرة ودائما لستة التحذيرات وقائمة الأمراض وأعراضها ومضاعفاتها الخطيرة ماتظهرش إلا وسندوتش الفول فى إيدي وباكل فيه .. بس كنت بعمل نفسي مش سامعة إلا صوت ألحان الفول العظيم فى الرغيف السخن .. بيعزفلي على أوتار معدتي الجائعة جدا أجمل وأعذب الألحان .. إحساس لا يوصف بالصياعة والصعلكة .. مهما كانت شهادتك أو وظيفتك أو مكانتك الإجتماعية .. عربية الفول دي جزء من الشخصية المصرية الصميمة .. يعني تعتبر زي الأهرامات وأبو الهول والسد العالي والقناطر الخيرية كدة .. وآكاد أجزم إنها الوجبة المفضلة عند البشمهندس " مينا موحد القطرين " اللى شاكة إن جذوري العائلية ترجع له شخصياُ .. فاكرينه؟
رحت الصيدلية والحمد لله لاقيت الحقنة وفي دماغي تتابع سريع متوالي لمشاهد لا تنسى .. مشهد أول مرة عملت تحليل وطلع إني حامل .. مشهد السونار اللى كنت بستمتع بيه جدا طول فترة الحمل ، كائن عجيب بيتحرك جوايا والدكتور كل مرة يثني على حسن أدائه الممتاز فى رحم أمه كجنين أمور .. مشهد وانا رايحة للدكتور وفرحانة إنى آخيرا حولد .. والمشهد وانا ببص على السونار وشوفته فى سكون وهدوء على غير العادة وكأنه عايز يقولي الخبر قبل أي حد .. مشهد وانا بفوق من البنج وعندي أمل ان اللى كنت فيه ده كان مجرد كابوس مزعج بعد أكلة تقيلة .. مشهد وانا بفوق وبسأل الدكتور: هو مات بجد يا دكتور؟ .. أيوة يا ياسمين .. الحمد لله .. قول الحمد لله يا دكتور .. الحمد لله يا ياسمين .. مشهد وانا خارجة من المستشفى وابني مش فى إيدي .. وانا باخد الحقنة حسيت بدمعة بتزق نفسها عايزة تطلع من عيني .. قاومتها بعزم مافيا وبصيت فى السما وانا خارجة من الصيدلية وكلمت ربنا
لمحت العربية تاني وانا مروحة واقفة تناديني وتبصلي فى عيني وتقولى تعالى .. بقالك كتير مابتزورنيش .. الفكرة المجنونة فى دماغي تحولت لرغبة ملحة .. يابنتي انتى لابسة شيك وحيبقى شكلك أهبل وانتى رايحة تشتري! .. مش مشكلة محدش حياخد باله .. وبعدين دول كلهم رجالة وانتى بتتكسفي! .. معلهش حعمل نفسي راجل واروح اشتري برده ماليش دعوة وبعدين كلنا أخوات فى الإنسانية يعني هما يستمتعوا بعربية الفول عشان رجالة وانا لأ؟!!!!!! .. طب مانتى ممكن أى حد من الجيران يشوفك وحيبقى شكلك ساعتها وحش أوي! .. مارضتش أرد على البت اللى بتتكلم من جوايا دي وقمت ضارباها على دماغها ودوختها وخدت بعضي وجري على العربية الجميلة اللذيذة
كانت الدنيا زحمة والراجل مش ملاحق ، فضلت واقفة مستمتعة بريحة البصل والسلطة والفول والعيش الموحوح .. خدت السندوتشين فى كيس بلاستك شفاف ودفعت الفلوس .. فتحت الشنطة الجلد الشيك وخبيتهم بسرعة فيها قبل ماحد ياخد باله من هذه الجريمة الشنعاء فى حق البرستيج العام .. طلعت البيت وانا حاسة إحساس غريب أوي .. كنت حاسة إني مش لوحدي .. وان شقتين الفول دول إتنين اصحابي جايين يزوروني ويقعدوا معايا شوية .. تاخدوا حتة؟