Monday, May 20, 2013

الفقاعات أيضا تطير


وبعد انقطاع الكهرباء وغسل الصحون لم يتبقى لي من التكنولوجيا أي شئ حتى الموبايل فطل شحن وكأنها مؤامرة كونية عليّ حتى لا اجد ما افعل ، حاولت النوم لدقائق وحاول أنس أن يفتح عيوني بشتى الطرق 

 وبعدما صرفت فكرة النوم الفكسانة هذه عن بالي بدأ الملل والزهق يدب في نفسي وفي نفس أنس ، فدخلت المطبخ وفتحت الثلاجة لأبحث عن علبة الكانز التي لمحتها ذات مرة على السفرة وبعد بحث طويل وبمساعدة أنس لم أجد لها أي أثر ، بحثت عن قطعة شكولاتة لم المحها مثل علبة الكانز ولكن خيالي المريض أخبرني بأنه يمكن ان يكون هناك قطعة شكولاتة هنا ولا هنا فتتابعي البحث يا فتاة ، لم أجد شيئا 

اغلقت باب الثلاجة وألتفت لأخرج خارج المطبخ فوجدت لعبة الفقاعات المائية كما هي منذ اشتريتها الصيف الماضي مع صديقاتي من نادي نقابة المهندسين بـ2 جنيه ، اشتريت علبتين وخبئتهم في المطبخ حتى لا تعبث بهم أيادي الصغير 

اخذت العلبة وخرجت من المطبخ وأنس يتبعني ، فتحت النافذة ثم فتحت العلبة وأخرجت تلك العصاية البلاستيكية المستديرة ونفخت فيها فأنطلقت الفقاعات تسبح في الهواء في بهجة وسرور وكأنها انتظرت في العلبة سنة كاملة في انتظار تلك اللحظة ، لم تستمر بهجتهم كثيرا فبعد إنطلاق عدة دفعات أخذت أراقب كيف اختفوا بعد ثواني معدودة الواحدة تلو الأخرى ، اختلفت الأحجام والألوان والإتجاهات والمصائر ، تلك تسبح يسارا وتلك يمينا ومنهم من صعد إلى السماء ومنهم من أختفى في الحال 

مسكينة الفقاعات لم تعرف من الحياة سوى أيام وليالي من الوحدة ولحظات قصيرة من السعادة الخاطفة ثم الاختفاء ، لم أشفق عليها لأن المشهد كان رائعا وكأنها تستمتع بدورة الحياة تلك ، كثيرا ما أشعر أن علبة الفقاعات ماهي إلا همومي وأحزاني احبسها في تلك  العلبة حتى أفتح النافذة وأتحرر منها وتتحر مني وتطير  

أغلقت النافذة وجلست أدفع المزيد من الدفعات ناحية الصغير ، أخذ يضحك ويصرخ ويلهو ويطاردهم حتى انفخ فتخرج دفعة جديدة ، اختفى عن انظاري قاصدا المطبخ وعاد مسرعا وفي يده ملعقة ، وكلما ظهرت فقاعة جديدة كان يلقطها بالملعقة ويحاول أكلها ! 

كلما لمست الملعقة الفقاعة تختفي الفقاعة حتى ملّ تكرار المحاولة ، وكأي طفل يهوى الغلاسة على أمه حاول أنس بشتى الطرق أن يأخذ مني علبة الفقاعات وكأي أم أصغر من صغيرها لم أسمح له بأخذها :)