Sunday, August 29, 2010

مذكرات صائم غير عادي


لا أدري كيف مر رمضان أعوام وأعوام عليّ دون قراءة او حتى معرفة هذا الكتاب ، عرفته من خلال ترشيح الأستاذ بلال فضل له من خلال برنامج عصير الكتب موضحاً إنه من الكتب البديعة التي لها علاقة بشهر رمضان ، الكتاب بسيط وسهل اللغة ولكنه عميق ومهم فى نفس الوقت .. لا أعتقد إنها ستكون المرة الأولى لقرائته .. أتمنى لو أحصل على نسخة ورقية منه حتى أعاود قرائته فى كل شهر رمضان يطيل الله فى عمري لأشهده .. فقد شعرت هذا العام برمضان كما لم أشعر به من قبل بفضل هذا الكتاب الرائع .. أرشحه للقراءة بقوة

من الأقوال المأثورة التي خرجت بها من هذا الكتاب:

- كل واحد منا قارة مجهولة تماماً ، وداخله أعماق لا تدري أبداً متى تنتهي .. كل إنسان منا بلا نهاية كالكون

- أغرب الغرباء من صار غريباً فى وطنه

- الإنسان هو المخلوق الوحيد الذى صنع من الصلصال .. والصلصال هو الطين ، والطين يلتوي تحت ضغط الظروف ، وعندما يلتوي الطين يصبح منظره مضحكاً ومحزناً فى نفس الوقت

- يبدو لي أن هناك سلّماً صعودياً للقيم فى الحياة ، وفى موضع ما من هذا السلم يوجد خط لعله وهمي ، إذا كان المرء تحته فهو ( يوجد ) وإذا كان فوقه فهو ( يحيا )

- صعد الإنسان إلى القمر .. ونزلنا نحن لقمر الدين

- أن نصوم عن ميلنا للأشياء .. أن نتجرد عنها وننخلع منها ونفطر على ذكر الله وحده

- الحكومة لا تأخذ الدين مأخذاً جدياً، بل لعلها تخاف إن بعثت روحه أن تقضي عليها هذه الروح

- الجنس البشري هو الجنس الوحيد الغريب الذى يملك القدرة على الكراهية والحب والغباء والذكاء معاً

- هناك منحنى بالنسبة للعواطف الإنسانية .. تظل العواطف تغوص فى الألم ، وتصعد إلى الفرح ، ثم يصهرها الألم والفرح ، ثم ترتد فجأة إلى الحياد

- حقيقة المحبة أن تهب كلك لمن أحببت ، فلا يبقى لك منك شئ تقيم عليه العتاب


وكم أعجبتني ما ذكر فى الكتاب من أشعار عن شهر رمضان لفؤاد حداد وحسين شفيق المصري ، فضلاً عن إكتشافي - متأخراً للأسف - هذا الكاتب الرائع المبدع الغير عادي صاحب الإسلوب السهل الممتنع .. أحمد بهجت



رابط تحميل الكتاب هنا
صفحة الكتاب على موقع جود ريدز هنا

Saturday, August 28, 2010

إحالة العمال للمحاكم العسكرية موت وخراب ديار



يرجى توقيع البيان هنا
لا تكتفي الدولة بتشريد وإذلال وقتل العمال بدم بارد نتيجة سياساتها المعادية لهم، بل تسعى أيضا لإسكات أصواتهم باستخدام أكثر الأساليب قهرا بتقديمهم للمحاكمة العسكرية التي لا يتوافر بها أي ضمانات أو حقوق دفاع.


يحاكم الآن ثمانية عمال من مصنع 99 الحربي (شركة حلوان للصناعات الهندسية) أمام المحكمة العسكرية بتهم إفشاء أسرار عسكرية والامتناع عن العمل والاعتداء بالضرب على اللواء محمد أمين رئيس مجلس إدارة الشركة، كان العمال الثمانية قد تم القبض عليهم مع 17 آخرين من زملائهم عقب اعتصام عمال المصنع يوم 3 أغسطس الجارى احتجاجا على انفجار أنبوبة نيتروجين ( غلاية ) داخل المصنع مما أدى إلى وفاة العامل أحمد عبد الهادي(37 عاما) وإصابة ستة عمال آخرين بجروح.


وعلى أثر تلك الاحتجاجات سعت أجهزةالدولة إلى ترهيب العمال وتأديبهم لتجرأهم على الاحتجاج فاتخذت ضد 25 عامل إجراءات تحقيق تلاها إحالة 8 من عمال المصنع إلى النيابة العسكرية تمهيدا لتقديمهم لمحاكمة عسكرية رغم أنهم عمال مدنين ورغم أن الأمر يتعلق بنزاع عمل تحكمه القوانين العادية.


وقامت النيابة العسكرية يوم السبت الموافق 14 أغسطس بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات ثم تجديد حبسهم مرة أخرى يوم الثلاثاء الماضى، ثم تحويلهم للمحكمةالعسكرية التى بدأت أولى جلساتها الأحد 22 أغسطس ليتم تأجيل المحاكمة إلى الأربعاءالمقبل، كما رفضت النيابة العسكرية إعطاء المحامين صورةملف القضية للإطلاع عليه، وتحددت جلسة مفاجئه سريعة للمحاكمة.


وبالرغم من ادعاء وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي دائما في جميع المحافل بأنها تقف بجانب حقوق العمال، إلاأنها لم تحرك ساكنا إذاء ما يحدث للعمال، هذا بالإضافة للصمت المعهود من اتحاد عمال مصر و تقاعصه عن الدفاع عن حقوق العمال والتصدي لما يحدث لهم من انتهاكات.


ونعلن نحن المتضامنين مع العمال رفضنا لتقديم عمال مدنيين لمحاكمة عسكرية، وتطالب بإحالة القضية للقضاء العادي، وتطالب أيضا بمحاكمة المسؤلين عن موت العامل ومحاكمة إدارة المصنع التي تسببت في أكثر من انفجار وإصابات ووفيات بين العمال بسبب الإهمال، ونحذر أن تكون المحاكمة صورية وحكمها جاهز سلفا، ونعلن بدأ حملة تشهير واسعة محليا ودوليا ضد المسؤلين عن تلك المذبحة.

Monday, August 23, 2010

مكرونة بالبشاميل دايت


إن كنت ممن كتب الله عليهم الدايت من أمثالي فيجب عليك التألقم على شئ هام جداً لن تستطيعي الإستمرار بدونه ، ألا وهو التحايل على القانون .. اقصد هنا القانون المطبخي بالطبع
فكل او معظم وصفات أكل الأباء والأجداد تودي فى داهية ريجيمية حدف ، وللإستمرار فى الدايت او الريجيم او الأكل الصحي مدى الحياة ( لأن فى ناس إتكتب عليهم كدة بجد ) يجب عليك التعود على كسر كل ما هو مألوف ومعتاد والتغيير والتعديل فى أي وصفة أياً كانت ، والفيصل النهائي الطعم والصحة طبعاً
إنسفي مطبخك القديم .. ولا تقلقي على الإطلاق إن كنتي لا تعلمين فنون وأصول الطبخ المبدأية وإتبعي المثل القائل " اللى ماعلمتوش أمه يعلمه الإنترنت " والأخ جوجل لا يتأخر الحقيقة وقايم نايم فى خدمتك

المكرونة بالبشاميل - على سبيل المثال لا الغلاسة - رائعة وتحفة وتجنن ولكن كيف نأكلها فى الريجيم؟ وكيف يكون ريجيمنا بدون حرمان؟ .. دعونا نتفق أولا إن أي أكلة يمكن صنعها بطريقة صحية ، فالرك على طريقة الطهي التي قد تجعل أكلة معينة صحية جدا وقد تجعل نفس الأكلة مضرة جداً ، وإن كنا لا نستطيع التخلص من كل السعرات الحرارية المصاحبة لأكلة معينة نظراً للمكونات الأساسية المستخدمة فعلى الأقل نحتفظ بالحد الأدنى من السعرات ولا نزيدها وقال على رأي المثل " نص العما ولا العما كله "

لا تتنازلي عن حقك فى أكل المكرونة البشاميل عزيزتي حواء ، إنظري الى نفسك فى المرآه اليوم وإبتسمي وتذكري يوم ما ضحكتي على حرس الجامعة ودخلتي بدون الكارنيه .. ياله من إحساس رائع!

دعي خيالك المريض هذا جانباً وركزي معايا .. إسلقى المكرونة ( القلم ماتفضحيناش ) ولو ماعندكيش مكرونة قلم او ماتعرفيهاش أصلا مش مشكلة ، الشيف قالك إتصرف ، لو عملتيها بالإسباجتي مش هتقولك لأ على فكرة ، المهم إسلقى المكرونة بقى بالطريقة المعتادة

وحضري العصاج فى طاسة تيفال بدون زيت او سمن ، لحمة مفرومة حمراء ( تتشوح الأول ) + بصل مبشور + جزر مبشور لو تحبي + بسلة + فلفل رومي .. كل ما تزودي خضار القيمة الغذائية هتزيد والطعم هيبقى أحلى .. وتضيفي بهاراتك وحركاتك كما يحلو لك .. صحصحى وانتي بتعملي العصاج عشان ماتعمليش زي صديقتي اللى سلقته على أساس إن مصير أي لحمة السلق على طول !

نيجي للطامة الكبرى .. البشاميل الذي نحوله بقدرة قادر إلى قنبلة تدميرية قادرة على الإنفجار فى أي لحظة ، فقد رأيت بأم عيني من يصنع هذا البشاميل بأكواب من السمن ولكي انت تتخيلي حجم الكارثة

طقطقيلي ودانك كدة وركزي فى هذا الجزء يا عزيزتي حواء كويس، ستحضري 2 ملعقة كبيرة دقيق وتضعيهم على نص لتر لبن خالي الدسم وتقلبيهم على البارد ثم ترفعيهم على النار وهاتك يا تقليب لحد ما تسمعي أصوات إستغاثتهم بأذنك ، ضيفي مكعب مرق وملح وفلفل وإستمري فى التقليب بلا هوادة حتى تحصلي على القوام المطلوب .. لو تقل تكملي تقليب وتزودي لبن او شوربة .. خفيفة تزودي دقيق وهكذا .. بس لازم تقلبي جامد عشان مايكلكعش ولو كلكع منك ما اعرفكيش

وخلصت الشغلانة .. إجري زي الشاطرة إحضري صينية للمكرونة وضعي فى الأرضية شوية بشاميل ( أرضية الصينية مش أرضية المطبخ ماتخلنيش أفطر عليكي ) عشان المكرونة مايلزقش ، ضيفي طبقة مكرونة ثم طبقة اللحمة المفرومة ثم طبقة مكرونة أخرى ثم البشاميل فى النهاية على الوش .. إحفظي هذا الترتيب كويس حتى لا تعملي نفس عملة صديقتي التي وضعت طبقة البشاميل فى النص!


على الوش ممكن تدلعي نفسك بقى – جبنة موتزاريلا ( مكتوبة صح كدة؟ ) قليلة الدسم او جبنة رومي أو أي جبنة خالية الدسم عندك أو فى ناس بتضرب بيضة بملح وفلفل وتفردهم على الوش .. إنتى وذوقك بقى



وبخ على كدة ناقص بس الوش يحمر .. حطي الصنية فى الفرن وإطلعي إجري .. إجري إعملي سلطة طبعا ولا ناوية تبلطجي وماتعمليش سلطة كمان؟ .. والله أعورك


تعالى هنا رايحة فين؟ .. خلاص مكرونة دايت وهيصة وواخدة بعضك بالصنية وفرحانة اوي؟ .. لا مش معنى انها دايت او قليلة السعرات انك تلهطى الصنية كلها لواحدك .. لا طبعا .. كفاية اوي قطعة واحدة مع سلطة وشوربة والبروتين وكفاية اوي على كدة .. بلطجة مش عايزة ياعزيزتي إنتى.. سامعة؟


ملحوظة رفيعة
صورة الصنية اللى فوق دي مش عمايل إيديا ولا حاجة
لاطشاها من الشيف جوجل عندك مانع؟

Saturday, August 21, 2010

ألم خفيف فى قلوب البشر

لن تشعر بمتعة وجمال وقيمة هذه الرواية إلا عند الوصول لنهايتها ، وانت بالمناسبة لن تتوقف إلا عند تكملة قرائتها حتى النهاية ، روعة هذه الرواية ليست فى الإثارة والأحداث المشوقة التي تجذبك لتقرأ وترضي فضولك حتى تصل للنهاية ، لكن روعتها تكمن فى هذا الإحساس الخفى العجيب الذى سينفذ إلى قلبك ويقوى ويكبر مع كل صفحة جديدة فى الرواية ، إحساس يصعب وصفه ولكنه مزيج من الفقد والحزن والحنين والألم والحب والسعادة والهدوء ، فقد نسج علاء خالد من شخصيات الأجيال الخمسة حياة كاملة فى ذاكرته لم تتركه ولم ينساها حتى وإن ماتت وذهبت إلى الأبد .. إنه الشعور الغريب المتداخل بالحب للأشخاص والأماكن والشوارع والحوانيت والبيوت وأصحابها وحكايتهم جميعاً ، هي مؤلمة بالفعل وهذا ما وصلني منها بالفعل ، ولكن هذا الألم كان خفيفاً كريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان إلى آخر .. فى قلوبنا !

Wednesday, August 11, 2010

رمضان كريم أوي


سترى كل ما تحب وترضى *** من صنوف الطعام فى رمضان

من كــباب وكفتة وفطير *** وكنافاً متقونة فى الصواني

واذكر المشمش البديع خشافاً *** بزبيب له أعض لساني



  وإذا ما شربت من (قمر الدين) *** فخذه فى صفرة الكهرمان


حسين شفيق المصري

من كتاب مذكرات صائم

Tuesday, August 10, 2010

على جبل الشوق الرمضانى


على جبل الشوق الرمضانى


انا شفت لى قرن خروف ضانى

شايل قصعة

تنتنى وراه ساعتين أسعى

وأخيراً جيت فى أحضانى
.....

من حبك ياأبيض مابنامشى

تقريباً ماتقريبانشى

قدامى أمامى وانا بامشى

يا أنجرّفت أنا ما اتلفت

لغيرك ابداً فى زمانى
.....

شمرت ولايق تشميرى

وحياة الكم الكشميرى

ومزاجى كأنه معاش ميرى

فى ميعاده يوافى يزيدنى عوافى

ياخدنى لفوق

على جبل الشوق
.....

وزرعت عيونى الشتالة

فى الرز تلالى تتتالى

وياريخ الخل إذا عقلى إختال

حيعدله عمى الكنفانى
.....

وفردت النية المتنية

بالمرقة هنيئاً ومريا

مبتسمة ودسمة ونورانية

ثم التعميرة هدية أميرية

فى غاية الذوق

على جبل الشوق


فؤاد حداد   

Saturday, August 07, 2010

حاوريني يا كيكا



ياسمين فيصل: هناك العديد من المواهب الشابة ولا أحد يلتفت لمواهبهم

ان تدخل عالم التدوين من اجل ان تثبت لنفسها انها قادرة على البوح والفضفضة والحديث عن كافة الاشياء بكافة اساليب الكتابة من شعر ونثر ومقالات ساخرة احيانا واحيانا نقدية، فانك تتحدث عن المدونة ياسمين فيصل خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة، والتي دخلت عالم التدوين بمدونة " انسانة" للتعبير عن نفسها وعن الاحداث من حولها، حاولنا الاقتراب منها والتعرف عليها عن قرب لنكشف معا جوانب جديدة وموهبة جديدة في عالم التدوين.

كيف دخلت عالم التدوين ؟
دي قصة طويلة ، الأول إتعرفت على الموضوع من تقرير فى التليفزيون مع المدونين المصريين والفضول اخدني اعرف ما هي المدونات فدخلت على الانترنت ورأيت مدونات الشباب الذين ظهروا فى التقرير وتفاجأت من مساحات الحرية بها والتي تستخدم بطريقة خاطئة جداً ، سب وشتائم وألفاظ بذيئة وخوض فى الأعرض تحت مظلة المعارضة السياسية .. ألا يمكن الإعتراض بأدب؟ ، بعدها تركت هذا العالم بل هربت منه بالمشوار لأني تأذيت من أسلوب الكتابة هذا ، ثم حدثت صدفة أخرى عندما تعرفت من خلال مجلة إلكترونية على مدونة كانوا يتحدثون عنها ، وعندما دخلتها تأثرت جداً بالإسلوب الجميل والرقة والعذوبة حتى إنني بكيت بعد أن قرأت لها ، ومن خلال هذه المدونة تعرفت على مدونات أخرى ، طبعاً لم يكن العدد مثل الآن كان أقل بكثير ولكن أغلبهم كان مميزاً بالفعل ، كنت أهتم بالقراءة لهم والتعليق حتى جاء مساء يوم 28 ديسمبر 2006 ذلك المساء الذي لم أستطيع النوم فيه على الإطلاق ، شئ ما بداخلي يدفعني للقيام وفتح الكمبيوتر مرة أخرى وإنشاء مساحة خاصة لي على الإنترنت .. وقد كانت مدونة إنسانة 

ولماذا اخترت هذا العنوان؟
حالة إنشاء المدونة وقتها كانت لحظية جداً وكأن هناك قوة أخرى أقوى مني تدفعني إلى هذا الأمر ، قمت بكل إجراءات الإنشاء ووجدت أمامي سؤال عن الإسم ، لم أجد أي كلمة تلخصني مثل إنسانة .. مجرد إنسانة مثلي مثل الجميع .. وحتى أشرح لنفسي وللآخرين سبب التسمية كتبت جملة توضيحية للإسم تقول: مجرد إنسانة فى وشها إبتسامة فرحانة وفى عنيها دمعة حيرانة .. بتفرح وتضحك .. بتزعل وتحزن .. ومن قلبها بتدعي تخرج على خير من دنيانا
 
وماذا كتبت في اول عهدك بالتدوين؟
أول موضوع كان عن قصة دخولى لعالم التدوين ، كان موضوع بسيط مافيهوش تفاصيل كتير، بعدها بدأت اكتب خواطر ويوميات وتدوينات إجتماعية وسياسية ، لكن الروح الغالبة على المدونة هي النقد الساخر لسلبيات المجتمع التي نعاني منها بشكل يومي ، أحب هذا النوع من الكتابة ولا أتكلفه فهذه هي شخصيتي الحقيقية .. الضحك من أي شئ مؤلم أو حزين حتى أستطيع إستكمال الحياة بشكل طبيعي وبتفاؤل ، فالسخرية من الواقع البائس حل سحري وعلاج مزدوج ، فهو يريحني من عبئ تلك السلبيات وفى نفس الوقت يعطيني ويعطي القارئ – الذي يعاني من نفس المشاكل –  الإبتسامة المشجعة على التواصل والإستمرار فى الحياة وعدم الإستسلام للإكتئاب ،  ممكن أن تكون كل إنجازاتي فى الحياة هي محاولة إدخال البهجة فى حياة أي إنسان من خلال قلمي .. صناعة البهجة فى حياة الآخرين شئ نبيل جداً

وأحياناً كثيرة أكتب موضوع أو يطلب أحد القراء مني أن أكتب موضوع من أجل الضحك وفقط ، وعندما أبديت إندهاشي من حرص القارئ على ما أكتب من موضوعات ساخرة رد عليّ أحد القراء قائلاً: "ما انتى لازم تكتبي عشان إحنا نعمل دماغ" !

ما أهمية التدوين بالنسبة لك ؟
التدوين قدم لي خدمة جليلة وهي التشجيع على الكتابة والإستمرار فيها ، انا أكتب منذ مرحلة المراهقة وكنت دائماً ما أجد حرجاً فى عرض ما أكتب على المحيطين بي ، وعندما كنت أقهر خجلي وأطلع البعض على ما أكتب أجد ردود الأفعال مختلفة وغريبة ، بعضها مشجع وبعضها مستهزئ ، فقررت حينها ألا يقرأ أحد ما أكتب أبداً ، إلى أن دخلت عالم التدوين وبدأت أتطور معاه حتى فى إسلوب الكتابة نفسه ، أنا أدون منذ أربع سنوات ولا شك أن التدوين غير فى حياتي الكثير حتى إنه غير مجال إهتمامي وطموحي ، ومع الوقت نشأت علاقة صداقة بيني وبين المدونة وأصبحت جزءاً لا يتجزأ مني
 
التدوين بشكل عام يتميز بتلقائية التعبير ومصداقية رد الفعل أو التلقي فمن يقرأ فى أغلب الأحيان لا يعرف الكاتب بشكل شخصي وقد لا يُعرف نفسه للكاتب أيضاً أو يعلق بشخصية مجهولة أو إسم مستعار فى الغالب ، هذا التخفي يتيح له قول رأيه الحقيقي فيما أكتب ، خصوصاً انه غير مجبر على التعليق فهو شئ إختياري تماماً ، لذلك فمن يهتم بأن يقرأ ويعلق سواء بالسلب أو بالإيجاب فهو يقدم لي شئ نادراً ما يوجد في أي عمل أدبي مطبوع ، ففضلاً عن كونه يتفاعل معي فهو فى الغالب يقول الصدق .

بعد ان صارت لك مدونة هل تغير رد فعلك حول الاحداث؟
هو طبعاً إحساس مختلف أن يكون لك مدونة ليس على مستوى الأحداث الجارية فقط ولكن فى الحياة بشكل عام ، فكل ما يحدث من أحداث عامة أو خاصة بحياتك يمكنك أن تكتبي وتتكلمي عنه ، مع الوقت تصبح المدونة مثل صورة مكتوبة لتأريخ كل الأحداث الخاصة بالكاتب بالإضافة للأحداث الجارية التي بالطبع تؤثر عليه ، فمثلا لا يمكن أن أنسى ما قدمته لي المدونة عند تجربة وفاة إبني حيث وفرت لي مكان ابوح فيه بأحزاني وأجد من يسمعني بكل صبر ومحبة ودعم من الجميع .

وما رأيك في وضع التدوين حاليا؟
المدونات بشكل عام تجربة رائعة بشرط أن تستمر ، مشكلة المدونين هذه الأيام هي العزوف عن التدوين والكتابة ، الأمر الذي أصبح يعاني منه الكثير من القراء الذين تعودوا على قراءة مدونة بعينها لجمال أسلوب كاتبها ، فقارئ المدونة يتأثر بتوقف كاتبها عن الكتابة يمكن أكثر مما يتأثر الكاتب نفسه

 أتوقع للمدونات النجاح والإستمرار فى إظهار مواهب كثيرة لم يسمع أحد بها من قبل ، فهناك العديد من المواهب الشابة فى كل محافظات مصر يبدعون ولا أحد يلتفت لمواهبهم 

ما رايك في موضوع تحويل المدونات لكتب ورقية؟
عالم التدوين أظهر مواهب كثيرة أصدرت كتب مطبوعة ، وهناك مواهب أكثر تسعى للظهور ولكن المشكلة الوحيدة فى هذا النوع من الأدب الوليد هو ميله بعد ذلك إلى العالم الورقي ، في حين إن سبب إنتشاره وشهرته هو التدوين فى المدونات ، نادراً ما تجد من يستمر في التدوين بعد صدور كتاب له ، أعتقد إن الكاتب في هذه الحالة يكسب القارئ الورقي على حساب القارئ الإلكتروني الذى كان سبب شهرته فى الأساس

تفتكري ان المدونات مجرد وسيلة للتنفيس ام اصبح لها دور حقيقي في المجتمع؟
التدوين فى رأيي هو التجسيد العملي لفكرة الحرية ، حرية أن أعبر عن رأيي فى مساحة لا تتوفر لي فى الغالب فى أرض الواقع ، حرية أن أتكلم وأجد من سمعني أو يهتم بسماعي دون أن يتكلف ذلك ، التدوين هو صوت الصامتين ومتنفس للجميع ، متنفس لمن يستخدم التدوين فقط للفضفضة أو للإبداع الأدبي ومتنفس أيضاً لمن يستخدمه فى المشاركة السياسية ، كلاهما يعتبر التدوين متنفس ولكن كلاً فى طريقه وإتجاهه

فالمدونات يمكنها القيام بدور مهم جدا في المجتمع، هو ما قدمته في مدونتي فبعد فترة قصيرة من التدوين كنت أمتحن فى البكالوريوس وكان المبنى المخصص للإمتحان تحت الإنشاء ويشكل خطر على حياة من كل من يدخله ومع ذلك أعداد كبيرة من الطلبة كانت تمتحن فيه وفي كل أدواره بشكل يومي ، أخذت الكاميرا وصورت كل مساوئ وأخطار المبنى وكتبت تدوينة بعنوان " مبنى الجحيم " ، أتذكر إن هذه التدوينة أحدثت ضجة كبيرة فى الكلية فمعظم الطلبة فكروا فى الصمت وإستمرار فى الإمتحانات وخلاص ، لكن بعد هذه التدوينة ونشرها فى جروب الكلية على الفيس بوك تشجع عدد كبير من طلبة الكلية وصعّدوا الأمر لوكيل الكلية وللعميد وأخذوا الصور المنشورة فى المدونة وطبعوها ووقفوا بها أمام سلالم الكلية إحتجاجاً على الإمتحان فى المبنى 

كما انه من خلال التدوين تستطيع الاشتراك في العديد من الحملات، مثل حملة 30 يوم تدوين وهي حملة أطلقتها المدونة داليا زيادة بغرض حث المدونين على الإنتظام فى الكتابة والتدوين من خلال كتابة تدوينة لمدة شهر كامل ، تحمست للفكرة وإشتركت فيها وأصريت على تحدي نفسي وقلمي وكتابة موضوع بشكل يومي لمدة 30 يوم ، رغم خوفي من أن يمل القارئ من ظهوري له كل يوم بموضوع جديد ولكن الحمد لله الموضوع أعجب المتابعين بشدة وتحمسوا له وشجعوني للإستمرار حتى نهاية الثلاثين موضوع ، الحملة هذه لا أنساها أبداً للمجهود الذي بذلته فيها لكتابة موضوع ذو قيمة يحترم القارئ ويقدم له شئ جديد ، كانت تجربة ممتازة ومفيدة جداً بالنسبة لي رغم صعوبتها

Wednesday, August 04, 2010

مذكرات الولد الشقي


آآآآه من الولد الشقي الذي أحببته بل عشقته بعد قراءة هذا الكتاب، نصحوني أن أبدأ بقراءة هذا الكتاب لأنني لم أقرأ من قبل له كتابات ساخرة أبداً ولكنه إختيار وترشيح جيد جداً إن كنت تريد أن تتعرف على هذا الساخر منذ طفولته حتى شبابه 

ما هذه المغامرات والشقاوة ومن أين آتى  بخفة الدم هذه ، تجارب كثيرة خاضها فى طفولته قد تكون السبب فى ثراء شخصيته وكتاباته بعد ذلك ، غير أن الكتاب لا يقدم الشقاوة والمغامرات والضحك وفقط بل يقدم أيضاً معلومة مهمة جداً كانت جزء من حياة هذا الكاتب الكبير .. القراءة .. إن كنت تريد أن تصبح كاتب جيد فيجب أن تقرأ أكثر مما تكتب كما قال عميد الأدب العربي طه حسين ، وأظن إن هذا بالظبط ما فعله الراحل محمود السعدني فقد كان يلتهم الكتب بنهم وبحب ، حتى إنه تمنى فى آخر الكتاب ألا يموت قبل 90 عام حتى يستطيع قراءة أكبر قدر ممكن من الكتب 

وكما تعلمون أن العلم ليس فى الكتب وفقط بل فى التجارب أيضاً وقد تقدم التجربة لك ما لا تجده فى آلاف الكتب ، وهذا ما لمسته فى شخصية هذا الكاتب الكبير ، حبه للتجربة وإحترامه لكل جوانبها ووجوها المتناقضة ، سعيد بالتجربة للتجربة فى حد ذاتها وتأثيرها فى شخصيته بالسلب أو الإيجاب ، لذلك لم تكن كتابات هذا الكاتب الرائع محض قراءة وموهبة وفقط ، بل وتجارب إنسانية كثيرة أيضاً