عادت لصمتها من جديد ، فما فائدة الإندماج فى حياة صاخبة فى غيابه؟ .. لم يكن البعد من إختيارهم ولكنها الأقدار .. وحدها الأقدار أمرت بذلك ولم يكن أمامهما سوى التنفيذ الفوري والسريع
تجولت فى عيون الآخرين لم تجد نظرته الشافية لعلة قلبها .. لم تجد إبتسامته الهادئة العميقة .. غاصت فى بحر الذاكرة لتنظر إلى عيناه ولإبتسامته على مدار معرفتها به .. اليوم الأول والثاني .. الشهر التاسع والعاشر .. السنة الرابعة والخامسة .. كل هذا الكم من الذكريات والصور المتلاحقة فى ذاكرتها لم تستطع تعويضها
نعم أحبته .. رغم كل محاولاتها للإبتعاد عن الوقوع فى الحب ولكنه حدث .. فالحب يصيب المرء تماماً كما يصيبه أي حادث فجأة ، لا تذكر بالتحديد متى وكيف سكن قلبها .. كل ما تدركه هو ذلك الشعور الذى يملأ كيانها وتلك القطعة الدموية التي تضخ الدم لكل أعضائها بحبه
لم تكن تعلم ان الحب مؤلم إلى هذا الحد .. حاولت كثيراً التعايش وكأنه لم يحدث ولكنه المستحيل بعينه .. كيف تُخفي إحساسك بالجوع او العطش او الألم؟ ، تعلم أن كثرة التعبير عن الحب للحبيب قد تخنق الحبيب بل قد تؤدي إلى نفوره التام ولكن ما العمل وقد تحول حبه إلى ما يشبه الإدمان الذى يصعب الحياة بدونه .. وها قد حان موعد أخذ الجرعة ..
أخذت التليفون وبدأت تبحث عن إسمه .. لم تبحث كثيراً .. كان أول إسم فى قائمة الإتصال .. صوت الجرس
آلو
آلو
تحدثت فى أشياء عامة ليس لها أي علاقة بأي شئ ، وكأنها تغذي أذنها بصوته حتى يسهل إسترجاعه من جديد كلما إشتاقت إليه .. كانت تنتظر أن يعطيها جرعة الحب بكلمة ( أحبك ) ، كلمة بسيطة لا يشعر بها الإنسان إلا إذا خرجت من قلب إنسان يحبه بصدق .. وجدته يكرر كلمة أخرى ( مع السلامة .. ! ) ، لا تعلم ما الرد المناسب والملائم لهذه الكلمة المتكررة القاسية وهي فى هذه الحالة .. هل تطلب منه أن يقول لها ما تريد سماعه؟ .. كيف تطلب منه شئ تريد أن يخرج من قلبه لا كي ينهي المكالمة بسرعة كما يتمنى؟
حاولت إقناع نفسها بإنه لن ينسى هذه المرة أيضاً وأنه سيقولها دون أن تطلبها منه كالعادة .. نعم هو يحبها وسيفعل ذلك .. وإلا لما كان يكرر تلك الكلمات المعسولة حتى أوقعها فى شباكه؟ ... قررت أخيراً أن ترد التحية وقلبها واثق بإنه سيتذكر ويقولها .. أجابته بثقة وأمل ( مع السلامة .. ) ، لم تسمع شئ بعد تلك الكلمة سوى صوت إنقطاع الخط يدق فى أذنها ورأسها وقلبها .. أغلق الهاتف وظل هاتفها فى يديها لا تدري ماذا تصنع
*****
عاد من سفره نادم على إنشغاله الدائم وعدم تمكنه من الإتصال بها ، يعلم إنها لا تعرف غيره فى هذه الغربة ولابد أنها شعرت بالوحدة كثيراً .. ابتاع هدية قيمة ليخفف من توبيخ ضميره .. فتح باب المنزل بالمفتاح كما إعتاد .. البيت مُظلم ومُقبض .. لابد أنها نائمة
فتح باب الغرفة وجدها نائمة على جمبها الأيمن وفى يدها الهاتف الخلوي .. مُغمضة العينين وخط إسود من الكحل يخرج من إحداهما وكأنه يحكي شئ ما .. حاول إيقاظها بشتى الطرق .. نادى عليها بأعلى درجات صوته .. لم تجيب
حلوة ............ بتغيبى تغيبى و ترجعى بحاجات جامدة يا سمسم :))) تسلم ايدك
ReplyDeleteجمييييييييله..وقاسيه جدا جدا
ReplyDeleteاه الكآبه ده كلها
ReplyDelete"تجولت فى عيون الآخرين لم تجد نظرته الشافية لعلة قلبها .. لم تجد إبتسامته الهادئة العميقة .. غاصت فى بحر الذاكرة لتنظر إلى عيناه ولإبتسامته على مدار معرفتها به"
عجبنى قوى الجزء ده
Gamila awi el qesa w el oslob ra2e3 bgd ,,
ReplyDeleteدايما بنحس بالشي بعد فقدانه
ReplyDeleteاية الرقة دى ،ما اقسى الاحساس بالوحدة انت كاتبة مجيدة ،اللة ينور
ReplyDeleteالبوست رائع
ReplyDeleteلماذا نبخل على من نحبهم بكلمة تعبر عن مشاعرنا تجاههم لعلنا نرحل أو يرحلون دون أن يعلموا معزتهم لدينا.. ولكن هكذا دائما الانسان لايشعر بقيمة الشئ حتى يفقده
ReplyDeleteانا اول مره ادخل هذه المدونه ...وقرأت البوست ..تفاجأت برقة الشاعر والجمال القصصي
ReplyDeleteتسائلت لا زلنا نستطيع ان نحب ..لقد حركتي عواطف كانت خامده في اعماقي
واندهشت حين عرفت انه لا زال في اعماقي شجن وحب وعاطفه
شكرا لك
الله عليكى دايما رائعه
ReplyDeleteجميله وفعلا مليانه قسوه
ReplyDeleteيااااااه لو نعرف ان اللى بيحبنا بيتمنى مننا كلمه وفى اى وقت ممكن الموت يبعده عننا ونرجع نندم ونقول ياااريته سمع مننا كلمه كان بيتمناها
لا أجد ما أقوله لكي لا أرى كلمة جميلة أو رائعة كافية للتعبير عن إعجابي بالقصة هي تعبر فعلا عن إنسانة و رغم القسوة فيها لا أدري من أين تسلل إلي إحساس غريب بالدفء الحزين في كلماتك أشكرك على هذا النص الرائع الراقي و أتمنى أن أستطيع متابعة كتاباتك باستمرار
ReplyDeleteدايمآ مليانة بالمفاجآت
ReplyDeleteانسانة
انها زيارتي الاولي , و ان شاء الله ليست الاخيرة
ReplyDeleteكلماتك رائعة استطيع روئيتها امامي بتفاصيلها
شكرا لك
وحشتينى جدا جدا جدا
ReplyDeleteبقالى زمان مدخلتش عندك
بس وجعتينى اوووى ياياسمين
انتى رائعة حقا
:))
حزينة كثير يا انسانة ، بس جميلة ، هيك هي الحياة لما نطلب منها اشي ما بتعملوش لينا خالص ،حتى لو كانت مجرد كلمة هي كفيلة بتحديد الفاصل بين الحياة والموت
ReplyDeleteبعدين يفيد بايه تأنيب الضمير ، ماخلاص فاض الكحل الاسود وانتهى كل شيء
كل سنه وانتي طيبه وبالف خير وصحة وسلامة
ReplyDeleteوربنا يعود عليكي الايام وانت في احسن حال يارب
عيد سعيد عليكي وعلى كل حبايبك
(f)
بهديكم بوكيه من الورورد على أنغام أحلى عود ودايما العيد عليكم يعود كل سنة وانتم دايما بخير
ReplyDeleteعيد سعيد على كل الناس الطيبين
السلام عليكم ورحمة الله
ReplyDeleteاسلوب سلس وومتع رغم قساوة الأحذات
سعدت كثيرا بما قرات
سجليني متابعة لمدونتك
وكل عام وانت بالف خير
كلمات مفعمة بالاحاسيس الراقية رغم قسوة ماتصوره من جحود ونكران للاشياء الجميله النادره ولكن كان لازما ان يموت هدا الحب لانه غريب فى هدا العالم
ReplyDeleteلمتى اوتار القلب وتحدثتى عن بقايا بالنفس لمرارة الجحود
تحياتى
Assalamualaikum Wr Wb
ReplyDeleteاخرجي من صمتك و اكتبي
ReplyDeleteمنتظراكي
الحب دايما كدة
ReplyDeleteاجمل قصص الحب اللى تنتهى بمأساة
روميو وجولييت وقيس وليلى
واللى تكمل على خير تنتهى بلا بقيه
ومثالنا عنتر وعبلة
أستمتعـت كثيراً بقراءة سطورك
ReplyDeleteجميـلة جـداً :)
انتي فاكرة انه حيفرق معاه كتير ؟
ReplyDeleteتنهيدة في قلبي أنا !
post more then stunning
ReplyDeletelove it , read it once and twice
model
http://back2evans.blogspot.com/
القصة دي ما شفتهاش ازاي قبل كده؟
ReplyDeleteقصة من الحياة فعلاً .. انشغال الزوج .. البطلة تبحث عن الحب مع آخر .. لكنه حب يفتر .. فيقتلها فقدانها للحب
فتموت البطلة في مشهد تراجيدي في النهاية
أبدعتِ
ممممممممممممم جميله احساسك حلوا
ReplyDeleteحرام عليكى انا بيقولو عليا مش بحس بس لأول مرة ادمع من قراية قصة تحفه جمبله جدااااا شكرا يا مبدعة
ReplyDeleteحمد الله على السلامة .. بس ليه النكد ده .. بس معاك حق .. وصلت الرسالة للرجاله :) :)
ReplyDelete