Wednesday, October 10, 2012

الدنيا فيها إيه؟ .. الدنيا فيها مج نسكافيه

دخلت المطبخ حتى أحضر نسكافيه الصباح فوجدته ينظر لي ببلاهة كعادته ، إنه مج النسكافيه ذو اللون الأحمر الذي كان هدية على برطمان النسكافيه الكبير ، وبما إن أخلاقي فسدت وأدمن النسكافيه فنفذت الفكرة واشتريت البرطمان الكبير وأخذت المج هدية – وياريتني ما آخذته – كل ما أشرع في عمل مج نسكافيه وأرى المج والمكتوب عليه تهب رياح الإكتئاب على نفسي الضعيفة فتطرحني أرضا ولا أقوى على الأمل


المج يا سادة مرسوم عليه وجه يضحك ( بأفورة ) ومكتوب أعلاه بخط عريض فرفش وتحتها بخط أصغر قليلاً ( الدنيا فيها .. إصحلها ) !! ، كلما قرأت تلك الجملة الغامصة أنسى كل شئ وأبدأ في تفكير عميق وأسئلة فلسفية لا يوجد أي علاقة بينها وبين الصباح ( هي الدنيا فيها ايه؟ واللي فيها يستاهل اني اصحاله؟ ) ، وأفكر انه كان جدير بهم كتابة ( الدنيا فيها بلاوي فخليك نايم احسن) !ا

ثم أذهب في عالم آخر من الأفكار التي " تقفل " أي يوم بدري بدري

الدنيا فيها شهداء الأيام والسنين بتعدي عليهم لا بياخدوا حقهم ولا بيتحقق اللى استشهدوا عشانه

الدنيا فيها أحياء حقهم ضايع ولو طلبوه يُقال لهم: مالكش حق تطالب بحق ضائع ، أومال اطالب بإيه يا ولاد المفكوكة؟

الدنيا فيها شباب ، جيل كامل أدار له القطاع العام ظهره – إلا من أتى منهم بواسطة قوية - والقطاع الخاص وقف ينظر بشراسه وفي يده سكاكين طويلة يسنها ويتوعد لك – إذا ما كنت محظوظاً – بسنوات من الإستعباد والسُخرة في بيئة عمل غير آدمية نظير مرتب معقول ، وإن إعترضت فلتذهب إلى الجحيم .. ألف ، بل مليون من يتمنى مكانك ومستعد له

الدنيا فيها براعم تتعلم اللاشئ ، وياليتها تتعلم اللاشئ بسهولة بل بعذاب وبطلوع الروح وبتلال من النقود وفي نهاية العملية التعليمية والتخرج تظهر الحقيقة المُرة ويكتشف الكارثة ، إنه لم يتعلم شيئا على الإطلاق والقطاع العام والخاص يعلمون ذلك جيداً فأستغنوا عن خدماته من البداية

الدنيا فيها من يريد أن يجد لحياته معنى فقرر أن يقرأ ، وأكتشف انه لكي يقرأ يحتاج ثروة طائلة تواكب أسعار الكتب الجنونية وكأن القراءة حكر على الأغنياء فقط

الدنيا فيها شوارع مزدحمة وأمراض لا حصر لها ومستشفيات غير إنسانية بالمرة ومناطق عشوائية وعمارات تظهر في يوم وليلة وتنهار في ثانية ، الدنيا فيها تسول وتلوث وفساد وفقر وسرقة وجشع ومحسوبية ولوي للحقائق وكذب وإفترا و..

صرخت في عقلي وأفكاره بأعلى صوتي: كفاااااااااية ، ثم إبتعدت عن هذا المج اللعين وقررت ألا أستخدمه مرة أخرى وإخترت مج آخر زجاجي ( بـ2 جنيه ونص ) منقوش عليه ورد وأوراق شجر ، ولكن هذا المج الأحمر السيئ وما صاحبه من تفكير في واقع أسوأ جعلني أتخبط وأضع الماء الساخن على السكر قبل ان أضيف النسكافيه!


أخذت المج الزجاجي وخرجت من المطبخ وأنا أسب وألعن في منتجي النسكافيه ، ماذا سيحدث في الكون لو كانوا كتبوا على المج ( اصطحنا وصبح الملك لله ) أو ( يا صباح الخير ياللي معانا ) أو حتى ( صبح صبح يا عم الحاج ) !ا

2 comments:

  1. السلام عليكم
    بوست باكى
    دمت بخير

    ReplyDelete
  2. لماذا هذا التشاؤم فالدنيا كما بها السيء بها الحسن بها العظماء امثال عمرو محم(اسكندراني)طلع الفضاء و هو لم يتجاوز 20 من عمرة و فيها طفل ذكي عندما يكبر سيكون عبقري و فيها اناس يسعون لدعوة الناس للعمل و لايجابية و ان نبدأ بأنفسنا أولا و بها ثورة قامت و شباب نهضوا و لن يغفلوا مرة أخري ...فقط نحتاج جميعا قليلا من الصبر الـأني التفاؤل و الايجابية و البدأ بالتغيير ...تحياتي

    ReplyDelete

الكلمـة نـور .. وبعـض الكلمـات قبـور