كان لازم أخرج نفسي من الإكتئاب وأغير جو وأحاول أبسط نفسي على قد ما أقدر ، ماكنش فارق معايا اعمل ده إزاي أو أخرج أروح فين .. بس كل اللى كان هاممني إني أخرج برا البيت وخلاص ، قررت أروح السينما وبما إنى مش فارق معايا اروح فين فأكيد ماكانش فارق معايا أدخل فيلم ايه لأني مش متابعة الإعلانات ولا حاجة ، لما وصلت لاقيت زحمة ولاقيت كام أفيش كدة واحد منهم اسمه "رسائل البحر" ومدعوم من وزارة الثقافة – طب ما يدعمولنا الأنابيب واللحمة الأول – والتاني اسمه "كلمني شكراً" والتالت اسمه "ولد وبنت" – مدينا قفاهم فى الأفيش – والرابع اسمه "أحاسيس" وباين من عنوانه يعني!ا
قررت أدخل فيلم "رسائل البحر" مش عارفة ليه بس سمعت انه كويس ده غير ان جملة ( بدعم من وزارة الثقافة ) أثارت فضولي وقلت لازم اتفرج على الدعم الثقافي بنفسي – وأهو أبقى شوفت الدعم بعيني قبل ما اموت - وقفت استنى قبل ما الميعاد يجي وبدأت الهواية الأزلية والأبدية للبنات فى النظر لبعضهم البعض من فوق لتحت ، نظرة بها الكثير والكثير من البرود والدهشة والتحدي والغموض ، تشعر ان النظرة تقول لك: "إيه ده هو ربنا خلق فى الدنيا بنات تانية غيري ولا ايه؟؟؟ وبعدين ايه دي؟ هي مالها شكلها عامل كدة ليه!!!!؟؟؟؟"ا
قطع تركيزي في تفسير نظرات البنات الحادة شوية شباب وقفوا يغنوا اغنية "الحب كدة" بصوت عالي كأنهم عايزين يوصلوا رسالة لشخص تاني ، وكان الشخص ده شاب واقف جنب شباك التذاكر وحاطط ايده على كتف واحدة تانية شكلها حبيبته بس أكيد مش مراته لإن محدش بيحط ايده على كتف مراته كدة إسألوني أنا .. احم .. يللا ما علينا.
الشاب اتنرفز قوي وحس من معاميقه الرجولية وآذان إستشعاره الشبابية انه لو ساب البنت حبيبته لوحدها عشان يروح يحجز التذاكر مش بعيد أبداً تتخطف أو تتعاكس او حد يتحمرش بيها - لا قدر الله - أو حد يفكر يحطها فى ساندوتش كبير فرنساوي وياكلها بالكاتشب والمايونيز والعياذ بالله ، بان عليه الحيرة والضجر والحنق – ايه الحنق ده !!؟؟
الشاب فضل يتلفت حواليه لحد ما لقى راجل كبير واقف جنب مراته هو باصص فى ناحية ومراته باصة فى ناحية تانية ، وده بالذات أكتر حاجة خلتني متأكدة انهم عصفورين محبوسين فى القفص الذهبي اللى اسمه الجواز ، المهم راح له وفى إيده حبيبته وسلمها للراجل على سبيل الأمانة – أيوة ما انت ممكن تسيب شنطة ولا علبة مع أى حد على سبيل الأمانة عادي يعني ماتحبكوهاش أمال - وقاله: " إنبي تخلي بالك منها عقبال ما اروح احجز وآجي لحسن الشباب بيعكسوهالي وانا خايف عليها موت والنبي"ا
الراجل وافق وابتسم ووقف مذهول مش مصدق نفسه ولسان حاله يقول: " ياخويا بلا نيلة حد يطول؟ ، ياريتهم يخطفوا مراتي ولا ياكلوها حتى بالسم الهاري" .. جري الشاب يحجز عشان يوصل لحبيبته روح قلبه ننوسة عينه من جوا بسرعة ويرحمها من الذئاب البشرية الشبابية الذكورية الوحشية ، والبنت وقفت مبسوطة وحاسة بزهوة وفرحة واتنفخت مرة واحدة كما الديك الرومي وعقل بالها بيقول: " طبعا اتنفخ ما أنا حلوة وأمورة وعسولة وبتعاكس والواد بتاعي خايف عليا كمان .. يارب توب علينا من قعدة السنيمات دي بقى ونتلم فى بيت واحد يارب .. يارب يحس على دمه ويجي يتجوزني بقى أحسن انا زهقت خلاص كل صحباتي اتجوزوا وانا لسة قاعدة جنب أمي وبلف فى السينمات "ا
الست مرات الراجل اللى قبل الأمانة بقى فضلت تبص للبنت من فوق لتحت تتفحصها وتتمحصها حتة حتة وشبر شبر ، أكلتها بعنيها كدة .. وشوية وبقت تضحك على هبل الحب وعبطه – أي والله – ولسان حالها بيقول: " يلا .. اتمتعيلك شوية بكرة تتهري غسيل وطبيخ ومواعين وكنس وخلفة وتخن وزن وقرف وياريته عاجب فى الآخر بلا هم " .. الشاب خلص الحجز ورجع خدها تحت دراعه وكان هاين عليه يخبيها جوا الجاكيت بتاعه وقعد يتلفت حواليه يشوف مين حيتجرأ ويبص على الموّزة بتاعته وهي معاه
وعند شباك التذاكر لاقيت اتنين ستات فى سن الأربعينيات تقريباً وشكلهم أصحاب وواحدة منهم مصممة تحجز لفيلم أحاسيس والتانية تقولها: " يالهوي انتي مش شايفة اعلاناته عاملة ازاي؟ ده كله قلة أدب وبوس وحاجات عيب .. عيب خالص يانصيبتي " .. قامت صاحبتها وشها ضرب ألوان أحمر درجات وأصفر بقع وهي قدام شباك التذاكر واتحرجت خالص بس فضلت مصممة على دخول الفيلم ده بالذات وقطع التذاكر .. وصاحبتها تقولها : " يابنتى بلاش ده وحش والله " .. التانية ترد: " فيلم أحاسيس وحش!!! .. لأ ده مافيهوش حاجة خالص صدقيني .. حتى لو مش مصدقة اديني بأحجز أهو وحندخل نشوف بنفسنا وحش ولا مش وحش!" .. وما أن أتمت جملتها الأخيرة حتى ظهرت فى عينيها نظرة خبيثة جدا
الجمع كان كبير والشباب كتير والبنات ، كل خروف جارر له معزة وماشي بيها ، بس كان فيهم خروف جارر معاه جوز خيل يعني بنتين مش بنت واحدة ، ماشين يتمخطروا جنبه وهو مبسوط أوي .. المشكلة إن اللبس بتاعهم أهل بلد الحريات بذات نفسهم يتكسفوا يخرجوا بيه ، أكلني الفضول وقلت لازم اشوف شكلهم ايه دول؟ أكيد حلوين .. ولما شفت الشكل إفتكرت القول المأثور الخالد لفضيلة الإمام الشيخ رحمه الله: " أمال لو كنتي حلوة كنتي عملتي ايه؟ "ه
دخلت القاعة وطبعا سمعت الجملة الشهيرة الوفيرة " كل سنة وانتى طيبة يا هانم" (!!!) .. ماحاولتش أدخل فى جدل إن مافيش مناسبات والنهاردة يوم عادي في أيام السنة وإنهم مااخترعوش لسة عيد معين فى اليوم ده .. لأني اتعرفت على معنى الجملة دي قبل كدة خلاص وعرفت إن معناها الحقيقي (هاتي بقشيش بقى خلي عندك دم ) .. القاعة كانت صغيرة جدا تحس انك داخل تاخد درس خصوصي مش تتفرج على فيلم ، قعدت استنى الفيلم يبتدي من هنا والعزف السيمفوني الجماعي إشتغل من هنا، كل اللى معاه موبايل ـــ وبالذات الصيني أبو صوت عااااااالي زي ميكرفونات الأفراح ده ــ شغل الأغاني اللى فيه بصوت عالى اهو منها يعرفنا انه نضيف وابن ناس وشايل موبايل وانه كمان – ياللهول - حاطط عليه أغااااني والمطرب صوته طالع وبموسيقى كمان، تصور؟!ا
مش عارفة ليه كل ما أدخل السينما حد طويل قوي يقعد قدامي انا بالذات دوناً عن الناس كلها، عمر ما حد قعد قدامي قصير أبداً أو وسط حتى .. مافيش .. كله باني أدوار زيادة مخالفة من غير تراخيص! .. جت شلة شباب قعدوا فى الصف اللى قدامي على طول ، أربع شباب ثلاثة قصيرين والرابع طويل جدا وقام قاعد الرابع ده فى الكرسي اللى قصادي قطع عليا الماية والنور، مش معقول كدة يا جماعة مش كل مرة بقى .. انا ابتديت اشك انهم بيأجرولي واحد طويل مخصوص يقعد قدامي فى السينما عشان ما اشوفش!ا
النور انطفي والقاعة ضلمت والفيلم ابتدا والمفروض ان الكل يسكت بس ده ماحصلش ، الناس كانت لسة بتدخل القاعة وطبعا الراجل مش حيعرفهم يقعدوا فين فى الضلمة دي إلا لما يقولهم كلهم كل سنة وانتوا طيبين وهابي نيو يير وكل عيد أم وانتي بخير يا حاجة !ا
حاولت أجمع كل قداراتي الذهنية والعقلية والفكرية عشان أركز مع الفيلم وسط الدوشة دي بس فشلت فشل ذريع مريع ، الناس فضلت تدخل القاعة حتى لما نص الفيلم عدى ، والجميل انك تحس ان فى بارتي – حفلة يعني – قدام زحمة بقى ودوشة وهات السندوتش يا واد وانسدي يابت وعيب ولأ وأي وبس وهوس ويوه وأيوه وأرحمونا يا خلق هو .. وشوية شباب رايقين كدة وقفوا قدام عند الشاشة لاهم حيقعدوا ولا عايزين حاجة بس أهي غلاسة والسلام ، يعني هم معقول يسيبوك تتفرج على الفيلم فى رواقة وبساطة وسهولة كدة؟ ده حتى تبقى عيبة فى حقهم كشباب واعي مثقف بيقدر الفن السابع آخر تلات أربع حاجات!ا
اللى دهشني وماعرفتش افسره لحد دلوقتي إزاي يسمحوا لطفل رضيع يدخل فيلم للكبار فقط ؟!!!! وكل شوية صراخ وعياط و" خذى الواد عايز يرضع " .. " الواد شكله عملها على رجلي يا ولية " .. " يووه مش جايبة بامبرز معايا إتهد بقى " .. ما علينا دع الخلق للخالق وخلينا احنا فى الفيلم
كل المشاكل اللى فاتت دي كانت ثانوية إنما المشاكل المزمنة المستمرة ظهرت فى الصف اللى قدامي اللى فيه شلة الأربع شباب – فاكرينهم؟ - هما أربع شباب سيس من الآخر ماتعرفش كدة هما عايشين ليه أصلا ، الفِرِع اللى قاعد قدامي كان معاه جيتار وعمال كل شوية يمسكه يلعب بيه ويعاكس البنت اللى قاعدة فى الصف التاني، لما الفيلم ابتدا بصراحة شوية العيال السيس قاموا بالواجب وزيادة ، رغي رغي رغي رغي عرض مستمر بلا رحمة ، أول مرة أحس بنقمة الرجل الرغاي دي ، يالهوي صدعوني ، هاتك ياكلام وهاتك يا ضحك والناس مش عارفة تسمع حاجة وياريت صوتهم واطي .. عيال سيس سيس يعني
رغم كل المحن دي حاولت برضه أركز مع الفيلم العجيب ده ، الفيلم كان حالم أوي ومليان رموز وإغراق فى الإنسانية ، تحس لما تشوفه كدة انك بتقرا رواية حالمة لا هي بتديك الحل ولا بتطلبه منك ، هي بس عايزاك تحس بيها وتعيش معاها وبس ، نوع من الغزل على الصوف الإنساني الرقيق لإخراج منتج أكثر رقة وعذوبة
لما شوفت الاعلان فى التليفزيون بعد كدة عرفت العيال السيس وغيرهم كتير دخلوا الفيلم ده ليه ، افتكروه زي فيلم " كلمني شكراً " و لقوه " فهمني شكراً " ، طبعا كل الرموز والجماليات اللى فى الفيلم اتقابلت بضحك رهيب وتريقة وأصوات عالية وإستعباط ، ومع الوقت الشلة اللى قدامي صوتها بقى يعلى اكتر والشتائم اتركزت على واحد بعينه – تقريباً هو اللى شار عليهم يدخلوا الفيلم ده وياريتهم ما دخلوه – لدرجة انهم فى آخر ربع ساعة من الفيلم قعدوا يصوتوا ويزعقوا: " إخلص بقاااااا .. ده انت ح تنضرب ضرب برة .. قرفتنا ياعم الله يقرف أهلك .. ده ايه الفيلم المهبب ده الله يخرب بيتك يا شيخ ويخرب بيت سنينك السودة "ا
الفيلم خلص وخرجت محملة بكثير من المشاعر المتضاربة من حزن وقرف وغضب وغيظ وإشمئزاز من الحالة الثقافية والأخلاقية الوضيعة اللى وصل لها كتير من شبابنا .. ورغبة كبيرة وشديدة وجامحة فى لسوعة الواد الطويل اللى كان قاعد قدامي ده على قفاه ! بس تفتكروا كنت هطوله؟
قررت أدخل فيلم "رسائل البحر" مش عارفة ليه بس سمعت انه كويس ده غير ان جملة ( بدعم من وزارة الثقافة ) أثارت فضولي وقلت لازم اتفرج على الدعم الثقافي بنفسي – وأهو أبقى شوفت الدعم بعيني قبل ما اموت - وقفت استنى قبل ما الميعاد يجي وبدأت الهواية الأزلية والأبدية للبنات فى النظر لبعضهم البعض من فوق لتحت ، نظرة بها الكثير والكثير من البرود والدهشة والتحدي والغموض ، تشعر ان النظرة تقول لك: "إيه ده هو ربنا خلق فى الدنيا بنات تانية غيري ولا ايه؟؟؟ وبعدين ايه دي؟ هي مالها شكلها عامل كدة ليه!!!!؟؟؟؟"ا
قطع تركيزي في تفسير نظرات البنات الحادة شوية شباب وقفوا يغنوا اغنية "الحب كدة" بصوت عالي كأنهم عايزين يوصلوا رسالة لشخص تاني ، وكان الشخص ده شاب واقف جنب شباك التذاكر وحاطط ايده على كتف واحدة تانية شكلها حبيبته بس أكيد مش مراته لإن محدش بيحط ايده على كتف مراته كدة إسألوني أنا .. احم .. يللا ما علينا.
الشاب اتنرفز قوي وحس من معاميقه الرجولية وآذان إستشعاره الشبابية انه لو ساب البنت حبيبته لوحدها عشان يروح يحجز التذاكر مش بعيد أبداً تتخطف أو تتعاكس او حد يتحمرش بيها - لا قدر الله - أو حد يفكر يحطها فى ساندوتش كبير فرنساوي وياكلها بالكاتشب والمايونيز والعياذ بالله ، بان عليه الحيرة والضجر والحنق – ايه الحنق ده !!؟؟
الشاب فضل يتلفت حواليه لحد ما لقى راجل كبير واقف جنب مراته هو باصص فى ناحية ومراته باصة فى ناحية تانية ، وده بالذات أكتر حاجة خلتني متأكدة انهم عصفورين محبوسين فى القفص الذهبي اللى اسمه الجواز ، المهم راح له وفى إيده حبيبته وسلمها للراجل على سبيل الأمانة – أيوة ما انت ممكن تسيب شنطة ولا علبة مع أى حد على سبيل الأمانة عادي يعني ماتحبكوهاش أمال - وقاله: " إنبي تخلي بالك منها عقبال ما اروح احجز وآجي لحسن الشباب بيعكسوهالي وانا خايف عليها موت والنبي"ا
الراجل وافق وابتسم ووقف مذهول مش مصدق نفسه ولسان حاله يقول: " ياخويا بلا نيلة حد يطول؟ ، ياريتهم يخطفوا مراتي ولا ياكلوها حتى بالسم الهاري" .. جري الشاب يحجز عشان يوصل لحبيبته روح قلبه ننوسة عينه من جوا بسرعة ويرحمها من الذئاب البشرية الشبابية الذكورية الوحشية ، والبنت وقفت مبسوطة وحاسة بزهوة وفرحة واتنفخت مرة واحدة كما الديك الرومي وعقل بالها بيقول: " طبعا اتنفخ ما أنا حلوة وأمورة وعسولة وبتعاكس والواد بتاعي خايف عليا كمان .. يارب توب علينا من قعدة السنيمات دي بقى ونتلم فى بيت واحد يارب .. يارب يحس على دمه ويجي يتجوزني بقى أحسن انا زهقت خلاص كل صحباتي اتجوزوا وانا لسة قاعدة جنب أمي وبلف فى السينمات "ا
الست مرات الراجل اللى قبل الأمانة بقى فضلت تبص للبنت من فوق لتحت تتفحصها وتتمحصها حتة حتة وشبر شبر ، أكلتها بعنيها كدة .. وشوية وبقت تضحك على هبل الحب وعبطه – أي والله – ولسان حالها بيقول: " يلا .. اتمتعيلك شوية بكرة تتهري غسيل وطبيخ ومواعين وكنس وخلفة وتخن وزن وقرف وياريته عاجب فى الآخر بلا هم " .. الشاب خلص الحجز ورجع خدها تحت دراعه وكان هاين عليه يخبيها جوا الجاكيت بتاعه وقعد يتلفت حواليه يشوف مين حيتجرأ ويبص على الموّزة بتاعته وهي معاه
وعند شباك التذاكر لاقيت اتنين ستات فى سن الأربعينيات تقريباً وشكلهم أصحاب وواحدة منهم مصممة تحجز لفيلم أحاسيس والتانية تقولها: " يالهوي انتي مش شايفة اعلاناته عاملة ازاي؟ ده كله قلة أدب وبوس وحاجات عيب .. عيب خالص يانصيبتي " .. قامت صاحبتها وشها ضرب ألوان أحمر درجات وأصفر بقع وهي قدام شباك التذاكر واتحرجت خالص بس فضلت مصممة على دخول الفيلم ده بالذات وقطع التذاكر .. وصاحبتها تقولها : " يابنتى بلاش ده وحش والله " .. التانية ترد: " فيلم أحاسيس وحش!!! .. لأ ده مافيهوش حاجة خالص صدقيني .. حتى لو مش مصدقة اديني بأحجز أهو وحندخل نشوف بنفسنا وحش ولا مش وحش!" .. وما أن أتمت جملتها الأخيرة حتى ظهرت فى عينيها نظرة خبيثة جدا
الجمع كان كبير والشباب كتير والبنات ، كل خروف جارر له معزة وماشي بيها ، بس كان فيهم خروف جارر معاه جوز خيل يعني بنتين مش بنت واحدة ، ماشين يتمخطروا جنبه وهو مبسوط أوي .. المشكلة إن اللبس بتاعهم أهل بلد الحريات بذات نفسهم يتكسفوا يخرجوا بيه ، أكلني الفضول وقلت لازم اشوف شكلهم ايه دول؟ أكيد حلوين .. ولما شفت الشكل إفتكرت القول المأثور الخالد لفضيلة الإمام الشيخ رحمه الله: " أمال لو كنتي حلوة كنتي عملتي ايه؟ "ه
دخلت القاعة وطبعا سمعت الجملة الشهيرة الوفيرة " كل سنة وانتى طيبة يا هانم" (!!!) .. ماحاولتش أدخل فى جدل إن مافيش مناسبات والنهاردة يوم عادي في أيام السنة وإنهم مااخترعوش لسة عيد معين فى اليوم ده .. لأني اتعرفت على معنى الجملة دي قبل كدة خلاص وعرفت إن معناها الحقيقي (هاتي بقشيش بقى خلي عندك دم ) .. القاعة كانت صغيرة جدا تحس انك داخل تاخد درس خصوصي مش تتفرج على فيلم ، قعدت استنى الفيلم يبتدي من هنا والعزف السيمفوني الجماعي إشتغل من هنا، كل اللى معاه موبايل ـــ وبالذات الصيني أبو صوت عااااااالي زي ميكرفونات الأفراح ده ــ شغل الأغاني اللى فيه بصوت عالى اهو منها يعرفنا انه نضيف وابن ناس وشايل موبايل وانه كمان – ياللهول - حاطط عليه أغااااني والمطرب صوته طالع وبموسيقى كمان، تصور؟!ا
مش عارفة ليه كل ما أدخل السينما حد طويل قوي يقعد قدامي انا بالذات دوناً عن الناس كلها، عمر ما حد قعد قدامي قصير أبداً أو وسط حتى .. مافيش .. كله باني أدوار زيادة مخالفة من غير تراخيص! .. جت شلة شباب قعدوا فى الصف اللى قدامي على طول ، أربع شباب ثلاثة قصيرين والرابع طويل جدا وقام قاعد الرابع ده فى الكرسي اللى قصادي قطع عليا الماية والنور، مش معقول كدة يا جماعة مش كل مرة بقى .. انا ابتديت اشك انهم بيأجرولي واحد طويل مخصوص يقعد قدامي فى السينما عشان ما اشوفش!ا
النور انطفي والقاعة ضلمت والفيلم ابتدا والمفروض ان الكل يسكت بس ده ماحصلش ، الناس كانت لسة بتدخل القاعة وطبعا الراجل مش حيعرفهم يقعدوا فين فى الضلمة دي إلا لما يقولهم كلهم كل سنة وانتوا طيبين وهابي نيو يير وكل عيد أم وانتي بخير يا حاجة !ا
حاولت أجمع كل قداراتي الذهنية والعقلية والفكرية عشان أركز مع الفيلم وسط الدوشة دي بس فشلت فشل ذريع مريع ، الناس فضلت تدخل القاعة حتى لما نص الفيلم عدى ، والجميل انك تحس ان فى بارتي – حفلة يعني – قدام زحمة بقى ودوشة وهات السندوتش يا واد وانسدي يابت وعيب ولأ وأي وبس وهوس ويوه وأيوه وأرحمونا يا خلق هو .. وشوية شباب رايقين كدة وقفوا قدام عند الشاشة لاهم حيقعدوا ولا عايزين حاجة بس أهي غلاسة والسلام ، يعني هم معقول يسيبوك تتفرج على الفيلم فى رواقة وبساطة وسهولة كدة؟ ده حتى تبقى عيبة فى حقهم كشباب واعي مثقف بيقدر الفن السابع آخر تلات أربع حاجات!ا
اللى دهشني وماعرفتش افسره لحد دلوقتي إزاي يسمحوا لطفل رضيع يدخل فيلم للكبار فقط ؟!!!! وكل شوية صراخ وعياط و" خذى الواد عايز يرضع " .. " الواد شكله عملها على رجلي يا ولية " .. " يووه مش جايبة بامبرز معايا إتهد بقى " .. ما علينا دع الخلق للخالق وخلينا احنا فى الفيلم
كل المشاكل اللى فاتت دي كانت ثانوية إنما المشاكل المزمنة المستمرة ظهرت فى الصف اللى قدامي اللى فيه شلة الأربع شباب – فاكرينهم؟ - هما أربع شباب سيس من الآخر ماتعرفش كدة هما عايشين ليه أصلا ، الفِرِع اللى قاعد قدامي كان معاه جيتار وعمال كل شوية يمسكه يلعب بيه ويعاكس البنت اللى قاعدة فى الصف التاني، لما الفيلم ابتدا بصراحة شوية العيال السيس قاموا بالواجب وزيادة ، رغي رغي رغي رغي عرض مستمر بلا رحمة ، أول مرة أحس بنقمة الرجل الرغاي دي ، يالهوي صدعوني ، هاتك ياكلام وهاتك يا ضحك والناس مش عارفة تسمع حاجة وياريت صوتهم واطي .. عيال سيس سيس يعني
رغم كل المحن دي حاولت برضه أركز مع الفيلم العجيب ده ، الفيلم كان حالم أوي ومليان رموز وإغراق فى الإنسانية ، تحس لما تشوفه كدة انك بتقرا رواية حالمة لا هي بتديك الحل ولا بتطلبه منك ، هي بس عايزاك تحس بيها وتعيش معاها وبس ، نوع من الغزل على الصوف الإنساني الرقيق لإخراج منتج أكثر رقة وعذوبة
لما شوفت الاعلان فى التليفزيون بعد كدة عرفت العيال السيس وغيرهم كتير دخلوا الفيلم ده ليه ، افتكروه زي فيلم " كلمني شكراً " و لقوه " فهمني شكراً " ، طبعا كل الرموز والجماليات اللى فى الفيلم اتقابلت بضحك رهيب وتريقة وأصوات عالية وإستعباط ، ومع الوقت الشلة اللى قدامي صوتها بقى يعلى اكتر والشتائم اتركزت على واحد بعينه – تقريباً هو اللى شار عليهم يدخلوا الفيلم ده وياريتهم ما دخلوه – لدرجة انهم فى آخر ربع ساعة من الفيلم قعدوا يصوتوا ويزعقوا: " إخلص بقاااااا .. ده انت ح تنضرب ضرب برة .. قرفتنا ياعم الله يقرف أهلك .. ده ايه الفيلم المهبب ده الله يخرب بيتك يا شيخ ويخرب بيت سنينك السودة "ا
الفيلم خلص وخرجت محملة بكثير من المشاعر المتضاربة من حزن وقرف وغضب وغيظ وإشمئزاز من الحالة الثقافية والأخلاقية الوضيعة اللى وصل لها كتير من شبابنا .. ورغبة كبيرة وشديدة وجامحة فى لسوعة الواد الطويل اللى كان قاعد قدامي ده على قفاه ! بس تفتكروا كنت هطوله؟
ايه يا بنتي الكأبه دي ... بوظتي يومي حرام عليكي :(
ReplyDeleteيوم عالمى حقيقى
ReplyDeleteيعنى انتى المفروض راحه تفوكى عن نفسك شوية ياعينى ماتعرفيش اللى مستخبيلك
معلش متعوضة فى مرة تانية ان شاء الله
على فكرة انتى اللى غلطانه ياياسمين ماهو لو كنتى دخلتى الفيلم ده ومعاك شوية لب وكل شوية تفضلى تتفتى فى افاه كان زمانه اتربى وانتى كمان كان زمانك فى خبر كان بس المهم انك خدتى بطارك
ReplyDeleteهههههه
شكلك اختارتي سينما واقعة عشان كدا شفتي الاصناف العجيبة دي من البشر :)
ReplyDeleteبس مقولتيش بعد دا كله رايك ايه في الفيلم
هنقول ايه حسبى الله ونعم الوكيل
ReplyDeleteمش عارف اقولك ايه
ReplyDeleteانا احيانا بدخل السينما بتفقع كتير لدرجه انى بقيت اروح سينمات جديده او مجهوله للبعد عن الماسى دى
وفعلا رسائل البحر فيلم مميز ويكفى ان الفيلم لداوود عبد السيد
صحيح شر البلية ما يضحك
ReplyDeleteالبوست جميل اوى يا سوكا وصفك خلانى احس انى كنت معكى لحظه بلحظة.. وبحب اوى اسلوبك البسيط الانيق غير المتكلف اللى بيدخل القلب من غير استأذان ده
ReplyDeleteللأسف, لم يعد يعرف الشباب الفرق بين الأفلام إلا في حدود "فيلم يحتوي على مشاهد", وآخر لا يحتوي..
ReplyDeleteيالهوي انتي مش شايفة اعلاناته عاملة ازاي؟ ده كله قلة أدب وبوس وحاجات عيب .. عيب خالص يانصيبتي
ReplyDeleteدي اول جملة انتزعت مني الضحك عاليا
بعد كده ضحكت علي حاجات كتير الصراحة
اخرها الاخ الفرع
هموم هموم وفعلا زي ما تقال شر البلية ما يضحك
احيانا الواحد بيبص علي شيء لكنه في الواقع مش بيبص عليه هو بيبص علي الهوا اللي في النص
بالظبط كده لما رحتي السينما
انت لم تذكري الفيلم قدر ما تذكرتي الخلفيات حوله
يمكن ده كان المقصود او الممتع اكتر حتي ولو كان مقرف
ظريفة جداً التدوينة بتاعتك
ReplyDeleteاسلوبك جميل في الكتابة الصراحة ...
بس أنتي المفروض رايحة تفكي عن نفسك شوية يعني تدخلي
فيلم هلس و ضحك و الحياة تبقي حلوة
أنما تدخلي فيلم (فلسفي) شوية
يللا أنتي أصلاً ما جبتيش سيرة الفيلم في التدوينة و لا حكيته عنه انت كتبتي عن اللي حصل و أنتي رايحة تتفرجي
علي الفيلم
و العيال السيس و الست العجوزة و الواد الفرع
LOLموتوني من الضحك
ابقي قوللي للراجل كل سنة وأنت طيب و هو هيقعدك قدام قزم بعد كده
يالهوى يا ياه بجد.....فكرتينى بيوم دخلت فى فيلم بس كان انجليش حصل فيه نفس الكلام...الناس بتبأه داخلة على اساس انه فيلم مناظر ولما يكتشفوا انه مش مناظر بيحصللهم توتر ويبتدوا عرص من الهبل المبالغ فيه...ضحكتينى والله ...تحفة البوست ده
ReplyDeleteجميل نقل الصوره يا ياسمين بس هو الواد الطويل ده بتاع كل فيلم خلي باليك في قانون طوريء يكونش ممشيينه وراكي في السينمات
ReplyDeleteتجربة انى ادخل السنما بالنسبة ليا درب من المستحيل عندى مفيش حد بيرضى
ReplyDeleteتانى حاجة انا بقلى سنين مشفتش فلم علية القيمة الواحد لوشاف الفلم مرة بيقرف يشوفة تانى
وطبعا وزارة الثقافة تدعم الفن قصدى الهبل وتسب الناس الى محتاجة بجد
سعيدة بزيارتك وان شاء اللة يدوم التواصل
تلوث أخلاقي سعيد من ابتعد عنه
ReplyDeleteأسعدك الله
للأسف حال شبابنا بقى يوجع قوى
ReplyDeleteبس حلو الفيلم إلى حكتيه
تقبلى مرورى
الحب كدة ...وكل سنة وانتى طيبة كدة ..والسيما مليانة من كدة ...بس فى ناس كتير مش كدة ..مع ان الدنيا كدة
ReplyDeleteعشت معاكى فى الكلام تحياتى
عمرى ما دخلت سينما بس متخيلها دايما بنفس اللى بتحكيه بالظبط علشان كده محاولتش ولا مرة اتجرا واروح
ReplyDeleteلما دخلت فيلم اسف على الازعااج
ReplyDeleteكان قاعد ادامى ديك برابر ومعااه اربع بناات
معرفش قرايبة ولا متكلمين عليه
وطول الفيلم
عارفين انا كنت فى المكاان داا
شايفين قال ايه انا قولت زية
ولماا احمد حلمى دخل المستشفى
فضل يقول
انا عملت انترفيو هنااك ومستنى الرد
انا مشيت هناا وروحت هناا
طيب الخريطة دى مكنتش تترسم برة السينماا اظرف
مستمتعة جدااا وانا بقرالك
تحيااتى
دمتك زى السكر اخف دم بوست قريته على الاطلاق
ReplyDeleteتعبيراتك وايفيهاتك هتموتنى من الضحك
وبرغم طول البوست الا انى اتمنيته مينتهيش
ربنا يسعدك بجد زى ما اسعدتينى
اما بقى الحاجه الفوق الفظيعه والمريعه الصوره الروعه جدا جدا جدا
عجبانى بشكل استثنائى
بوست رائع دمتى بخير
ياترى هقرالك بوست تانى قبل ما اموت؟؟؟
تحياتى
دمك بجد زى العسل والبوست كله عسول
ReplyDeleteالسينمات فعلا بئا فيها حاجات غريبة
عجبنى اوى اوى وصفك للبنات وهى بتبص لبعضها لان دا اللى بيحصل فعلا وانتى وصفتيه بطريقة تجنن
ميرسي اوى اوى لزيارتك مدونتى المتواضعة
وميرسي على رأيك الجميل فيها
نوريتنى بجد ياقمر
أنا جالي صداع لمجرد قراءة البوست...ربنا يكون ف عونك
ReplyDeleteههههههههههه
ReplyDeleteهو انت دخلتى سينما ايه بالظبط
ذكرتيني بايام السينماهات ،،، عموما موضوعك حلو كثير وخلاني اضحك كثير ، فانتي من الاشخاص الذين احب ان اقرأ لهم ، دمتي اختي ..
ReplyDelete