Sunday, April 18, 2010

إسمه خان

اسمي " خان " ولست إرهابياً .. تلك الجملة التي أصبحت هدف شخص مصاب بمرض التوحد بالإضافة إلى مرض نفسي آخر يعيقه عن تقبل الأشخاص والأماكن الجديدة والألوان الصارخة كاللون الأصفر ، هو شخص هندي مسلم ولد مريضا بهذا المرض ولم تهتم أمه لمعرفة ما به لأنها وجدت طريقتها الخاصة للتعامل معه ولتعليمه ولجعله شخصاً يستطيع خوض معركة الحياة بثبات ، محور الفيلم يقوم على درس غاية فى الأهمية علمته له أمه أثناء الحروب الدائرة بين الهندوس والمسلمين ، الدرس هو إن الإختلاف الوحيد بين البشر هو إن بعض البشر صالحون ويفعلون الخيرات والبعض الآخر فاسدون و أشرار ، فيما عدا ذلك لا يوجد أي إختلاف آخر بين البشر سواء من ناحية الدين أو اللون أو الجنس أو العرق ، كلهم إنسان


الفيلم يطرح عدة قضايا شديدة الأهمية فى قالب غاية من الروعة والإبداع والحرفية ، يتمحور الفيلم حول حال المسلمين فى أمريكا بعد 11 سبتمبر حيث يعرض الفيلم معاناة أي إنسان مسلم أو شرق أوسطي حتى من يشتبه فى كونه مسلما ، وكيف وصل بهم الحال الى عدم إعتبار المسلم بشر أصلاً ، يكرهونه ويبادرون بقتله وضربه وتعنيفه والسخرية منه ومن عقيدته ، الفيلم يتعرض لتلك الصورة المشوهة عن الإسلام كعقيدة ومنهج حياة من خلال قصة هذا الإنسان البسيط المسلم المعاق ذهنياً الذى سافر لأخيه في أمريكا بعد وفاة أمه وتزوج من إمرأة هندوسية هناك أحبها هي وإبنها وإستطاع ان يوفي بوعده لأمه فى ان يجد لنفسه حياة سعيدة كما استطاع أخوه السويّ ، لكن يبدو إن هذا الجزء من التحدي كان هو الأسهل فى طريق "ريزفان خان" ا

فبعد أحداث 11 سبتمبر والإضطهاد الذى تعرض له كرجل مسلم والتفرقة التي أصبحت أسرته تعاني منها فقط بسبب لقبه الأخير " خان " والذى تسبب في موت ابن زوجته الهندوسية ذو الثلاثة عشرعاما لإعتقاد أقرانه فى المدرسة أنه مسلم وإنه يعرف " أسامة بن لادن " العدو الأول لأمريكا ، كان عليه بعد هذه الحادثة أن يفعل أي شئ لتهدئة زوجته وحتى لا تختفي من حياته لحبه وتعلقه الشديد بها ، حتى وإن كان هذا الشئ هو أن يقول لكل مواطن أمريكي أنه إسمه " خان " – كإسم مسلم – ولكنه ليس إرهابياً ، حتى إن وصل به الأمر لمقابلة الرئيس الأمريكي وإخباره بذلك بنفسه ، وكعادة أصحاب هذه المرض يسمعون الجمل والكلمات كما هي دون تحريف أو تفكير فيما يمكن أن يكون خلف معانيها ، ومن هنا بدأ " ريزفان " رحلة البحث عن الرئيس الأمريكي لإخباره بهذه المعلومة تماما كما طلبت منه زوجته!ا


خلال هذه الرحلة القاسية يعلمنا "ريزفان" معاني مهمة وعميقة أخرى ، وكأنها رحلة للمسلمين بعد تشوه صورة دينهم عالمياً ، من هذه المعاني أن عليك أن تثبت أنك لست إرهابياً بالفعل وليس بالكلمات والخطب والكلام الحنجوري فقط ، فيقدم الإسلام فى الصورة الوسطية الحقيقية له والتي يمكن إختصارها فى حديث سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – حينما قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ، مما يرسخ فى أذهاننا إن هذا الدين ما هو إلا دعوة سماوية لهداية وسلام البشرية جمعاء وليس أكثر الأديان عنفاً لأنه يحرض على قتل البشر من خلال فكرة الجهاد كما جاء على لسان إحدى المعلمات أثناء شرح درس عن الأديان فى أمريكا بعد 11 سبتمبر


لا يمكنني إختصار الفيلم فى هذا الجانب العقائدي الديني – مع أهميته – فقط ، ففي رأيي إن هذا الفيلم يرسل رسالة أخلاقية وتربوية وإنسانية وإجتماعية وتنموية أكثر من كونها رسالة دفاع عن الدين الإسلامي فحسب ، فيطرح أهمية فكرة ان تكون نافع ومفيد لنفسك ولمن حولك وأنه بإمكانك النجاح في حياتك فقط إذا حاولت ذلك بصدق ، كما يركز على أن أى إنسان يحاول النجاح عليه ان يلتزم بهدفه ويسعى ليحققه مهما كان من تواضع إمكانياته المادية والمعنوية ، تلك الإمكانيات البسيطة جدا التي قد تصل إلى حد الإعاقة الذهنية ، كما يجسد فكرة الإصرارعلى الوصول للهدف مهما كان من صعوبات وتحديات ، التي قد تصل إلى الكراهية والتشويه والظلم والإعتقال وحتى القتل ، ذلك عندما أظهر شخصية المذيع الباكستاني الذى آسر السلامة وتخلى عن ملابسه التقليدية وهويته الإسلامية ، مثلما فعلت زوجة أخو "ريزفان" التي خلعت الحجاب بعد أن هوجمت وضربت بعد إرتدائه، ومثل مسلمين آخرين إبتعدوا حتى عن إقامة الصلاوات خوفاً من أحداث العنف ، فرفض الفيلم فكرة التخلي عن المبادئ والمعتقدات بسلاسة شديدة فى شخصية "ريزفان خان" الذى أصر على ان يكمل الطريق مهما كان به وعورة وخطورة

أنصح كل إنسان بمشاهدة هذا الفيلم مهما كان دينه أو لونه أو عرقه أو جنسه ، أي إنسان مهتم بتحقيق أي نجاح يذكر فى حياته ، أي إنسان يحب يشاهد سينما ممتعة وفن جاد وهادف ، كما يجب الإشارة إلى ان هذا الفيلم هو فيلم هندي وليس أمريكي ، فالممثلين والمؤلف والمخرج من الهند بينما الإنتاج والتوزيع هندي - أمريكي مشترك ، وكما نعلم أن المسلمين هم أقلية فى الهند ومع ذلك إجتهدوا لتوجيه صورة صحيحة عن الإسلام للأمريكان في حين تنشغل الدول العربية - ذات الأغلبية المسلمة - في الإختلاف على فرضية الحجاب والنقاب ، وأفضلية عمرو دياب على تامر حسني ، وحتمية وجود المشاهد الجريئة فى الأفلام والقُبل الموظفة درامياً ، مع ضرورة عدم إغفال دور الرقص الشرقي فى التواصل المثمر البناء بين الشرق والغرب

بالإضافة للجمهور في السينما اللذي لم يلتفت لفكرة الفيلم الأساسية وهي عدم التمييز بين البشر ، فإنطلقوا فى الضحك فور ظهور صبي أسود أشعث فى مشهد يبكي ويرثي فيه أخوه الذى قتل فى حرب العراق! ، فتجد نفسك تشاهد على الشاشة طفل فقير يبكي لوفاة أخوه من جراء الحروب التي أنهكت الجميع وتسمع فى أذنك أصوات غارقة فى الضحكات على سمار بشرة هذا الطفل وشكل شعره المجعد الذى لم يكن له أي دخل فى هذه الخلقة التي أختارها الله له والتي لم تروق لبعض الشباب ذوي اللحية والبنات المحجبات فى البلد الإسلامي! .. وعجبي

24 comments:

  1. انا اول تعليق
    صباح الفل
    صباح السكر

    ازيك ياجميل

    انا قلت اصبح الاول وبعد كدة اقرا وارجع تانى

    ReplyDelete
  2. بينى مش اول تعليق مش مشكلة
    دى مشكلة السينما عندنا مش فية فن هادف التركيز على المشاهد المخلة وشوية نكت بايخة ويبقى تمام مفيش تركيز على الرسالة الى الفلم عايز يوصلها

    وشكرا على السنيما المفتوحة الى بتقدميها لينا
    حياتى

    ReplyDelete
  3. وصلت لمنتصف التدوينة وما كملتش
    عشان اتحمست اشوف الفيلم ومش عايزة باقيته يتحرق D
    هاجرب الاقي نسخة كويسة .. بس لو ما لقيت هارجع عشان اطلب منك اللينكات الي استخدمتيهم في التنزيل .. اتفقنا ؟

    تحياتي :D

    ReplyDelete
  4. تدوينة ممتعة, وفيلم يبدو من عرضك أنه ممتع, سأبحث عنه..

    شكرًا لك كثيرًا
    :)

    ReplyDelete
  5. بجد هو فيلم رااااااااااائع جدا
    وشكرا ليكي علمعلومات القيمه:)

    ReplyDelete
  6. الفيلم فعلا اكثر من رااائع
    وعرض جميل ومشوق جدا تسلم ايدك
    ومع اني كتبت رائي في الفيلم اول ماشفته الا اني معرفتش اوصفه زي مانتي وصفتيه
    :)

    ReplyDelete
  7. انا شكلي هشوف الفيلم مع اني مليش في الهندي :)

    بس وصفك بيقول انه فيلم حلو

    تحياتي

    ReplyDelete
  8. انا الفيلم ده عندي من فترة ... وقريت عنه كتير... بس مجاش وقت اكون فيه مستعد نفسيا للاستمتاع بفيلم زي ده...
    ربنا يسهل واقدر اشوفه في اقرب فرصة...

    شكرا علي التعليق الوافي علي الفيلم..

    ReplyDelete
  9. تدوينه روعه يا ياسمين واحد صاحبي حكي لي ع الفيلم و عجبتني قصته و زي ما قلتي ان الهنود هم اللي بيدفعوا عن قضيتنا و احنا بنشاكس في التفاهات
    ان شاء الله اتفرج ع الفيلم و اقوليك رأي كامل فيه

    ReplyDelete
  10. الفكرة ممتازة بلا شك .. الحقيقة أنك طرحت العديد من الأفكار دغعة واحدة .. وهو ما يعني أنك قرأت ما بين السطور

    لم أشاهد الفيلم لكن يكفيني أن هناك تجربة راقية مثل هذه التجربة لتحسين صورة المسلمين .. وأن تحتوى على فكرة المساواه بين البشر .. وأن يكون هناك عزم وتصميم على الإلتزام بالمبادئ الإسلامية شكلا وموضوعا برغم محاولة التفوق والنبوغ داخل المجتمعات الأجنبية

    ReplyDelete
  11. واو
    رسايل البحر
    ايه البوست التحفة اللي قبل البوست ده؟
    فاتني ازاي ده؟
    رجعتينا لأياك كاميكاز من تاني .. أيوة كده يا وديييع
    :-)
    وصفك التفصيلي كان بجد رااائع .. هو صحيح وصف وتفصيلي لكن ما طالش الفيلم اللي المفروض تتكلمي عنه من أساسه
    هههههه
    انشغلتي بالأحداث الجانبية والمصاحبة من قبل ما تدخلي الفيلم أصلا
    :-)

    ReplyDelete
  12. برافوا عليكى ياياسمين تلخيص ممتع

    بس انا من كتر عشقى للفيلم ده اتفرجت عليه خمس مرات وانا بأه اللى بنصحك تتفرجى عليه تانى
    :))

    ReplyDelete
  13. جزيتم خيرا على الشرح المفصل للفيلم والهدف منه
    فكرة تستحق العمل ولكن بالنسبة لدهوتك لمشاهدة الفيلم فى السينما اوغيره اسال اولا هل الفيلم خالى من المشاهد الخليعة او مشاهد الحب واللمس لانى اعلم انه مهما علت قيمة الهف من الفيلم مع وجود تلك المشاهد يجعلها من المنكرات المنهى عنها لانه شاهد المعصية وهوراض كفاعلها
    وهذا لا يمنع ان نحاول تصحيح صورة الاسلام الوسطى فى اذهان الآخرين
    ونقدك كان فى محله ان الدول العربية لا تدافع عن دين ولا مقدسات
    عرفت المدونة عن طريق رابط على الفيس

    ReplyDelete
  14. بسمع عنه بقالي كتير وقريت عنه ع النت وعايزه أشوفه اوييييييييييييي بقى

    ReplyDelete
  15. تحليل رائع للفيلم و معاني رائعة تلك التي حاول شارو خان و معه طاقم الفيلم ايصالها للمتلقي
    ذلك ليس غريبا على فنان مثل شارو فقد ناقش من خلال بعض افلامه مواضيع ذات صلة خصوصا في فيلمه "فير اند زارا" الذي ناقش فه الاختلاف السياسي بين باكستان و الهند
    مودتي

    ReplyDelete
  16. جميله قوي فكرة الفيلم
    تصدقي اني اول مره شفت اعلانه قلت يا نهار اخبر هي الأفلام الهندي نزلت السينما عندنا في مصر وهنتهري افتكاسات من بتاعتهم دي
    بس الغريب ان اللي حكيتيه انتي بيقول انه فيلم قصه بجد وليه فكره هايله

    بجد المفروض تكون صورتنا كمسلمين احسن من كده لكن تقولي ايه واحنا اللي بيمثلنا هم اغنيائنا اللي بيسافروا هناك بس
    اللي رايح يتاجر واللي رايح هربان واللي رايح يصيع عندهم
    اما اعلامنا اللي المفروض يوصلهم اننا حضاره مش دعاره بالعكس بيأكد لهم ان بلادنا هي للتعري والمخدرات وكل ما هو للمتعه فقط وكأن هي دي السياحه

    جميل قوي البوست وعندك طولة بال في الكتابه جميله والأجمل انها باسلوب ميملش ومرتب في الحكي

    تحياتي وميرسي لزيارتك

    سلاااااااااااااااااااام

    ReplyDelete
  17. هذا الفيلم من افضل واروع الافلام التي شاهدتها في حياتي .. نحن لسنا ارهابيين ولسنا سيئين وياليت لو ان العالم يعلم ان الاسلام ليس دين ارهاب وانما دين خير وسلام .. فهو مبدئنا وهو رمزنا وهو مايسري في عروقنا .. وهؤلاء الارهابيون ليسوا منا ولانعترف باسلامهم وانما هم كفرة واشرار لا تهمهم سوا مصالحهم الشخصية وان يدمروا كل مايقف في وجودهمم وفي وجوه اهدافهم الخرفة .. فتحية اعجاب وتقدير لشاروخان ومؤلف هذا الفيلم ومنتجه ومخرجه والعاملين فيه .. فلساني يعجز عن التعبير

    ReplyDelete
  18. تدوينة رائعة
    سأشاهده ان شاء الله

    ReplyDelete
  19. عجبنى البوست كالعادة رغم انى مشفتش الفيلم لسه ...بس أنا مصّرة أعترض على الناس اللى عمالة تعيب على السينما و يقوللك الانحدار و المش عارف ايه...السينما المحترمة لسه موجودة و بقوة فى وسط تيار من التفاهة التجارية ..المشكلة فى المناخ السائد...فى الناس اللى مش بتتجاوب مع الأفلام دى و يمكن كمان تتفرغ لاصطياد الاخطاء كعادة مصرية أصيلة وارثينها من أيام الفراعنةو للأسف معرفناش نورث منهم غيرها

    ميرسى يا سمسمة

    ReplyDelete
  20. انا اول مره اجى هنا ...بس اللى متاكد منه انى مش حامشى من هنا ...انا قرات بوست واحد بس لكن شدنى بجد الاسلوب السلس الساحر بجد انا مبسوط بالوصول للمدونه دى

    ReplyDelete
  21. بجد حمستيني ادخل الفيلم في اقرب وقت :)

    شكرا علي الوصف الرائع والاسلوب الممتع :)

    ReplyDelete
  22. رغم إنه واضح من كلامك انه فيلم حلو بس إزاي يكون متمسك بدينه الإسلامي و محافظ عليه و في نفس الوقت متجوز هندوسية؟
    المسلم لا يجوز له الزواج سوى من مسلمة او كتابية ( يهودية او نصرانية ) أما الهندوسية فالزواج منها حرام شرعاً
    ثم كيف يكون إبنه منها غير مسلم ؟ هل كان هندوسياً مثل أمه ؟
    الفكرة جميلة بس فيها مخالفات شرعية

    ReplyDelete
  23. رائعه يا ياسمين
    تعرفى
    التوحد مرض غريب بس بيقولوا على الطفل التوحدى مرآة أمه
    اللى تشتغل كتيير معاه يتحسن واللى تهمله يظل كما هو
    اصلى قعدت اعالج بنتى 3 سنين انها توحد وطلع مش توحد تأخر
    بتتحسن والحمد لله
    بس 3 سنوات تأخر على طفله متأخره
    ادى العلم اللى فى بلدنا
    المهم الاولاد دول مساكين هما وأهلهم
    علشان للاسف شكلهم طبيعى جدا
    بس تصرفاتهم غير مقبوله نتيجه فقدان القدره على التواصل
    قلبى مع كل ام واب عنده طفل توحدى
    لان اهله الاطفال التوحيدين يتمنوا لو ابنهم داوون
    لان الداون بيعرف ييتواصل وباين انه معاق
    مش محتاج كل شويه ااقول ابنى معاق ذهنيا سمحونى
    ان شاء الله هاتفرج على الفيلم مش علشان التوحد لاء علشان اشوف الناس بتحترم المعاقيين ازاى...مش بيشتموا بعض بانه معاق ولا يتريقوا على عيب فى شخص يقول له
    هو انت معاق

    مميزة يا ياسمين

    ReplyDelete

الكلمـة نـور .. وبعـض الكلمـات قبـور