Monday, May 07, 2012

حريم السلطان وحريم الغلبان

قام صناع الدراما الأتراك بإنتاج مسلسل تاريخي "ملحمي" كما تصفه قناة الحياة إسمه (حريم السلطان)  وإختلفت التفاسير حول هدف هذا المسلسل الملحمي ، هل للتذكير بفترة ذهبية من تاريخ الدولة العثمانية الإسلامية تحت حكم السلطان سليمان القانوني الذي يعتبره المؤرخون الغربيون أحد أعظم الملوك على مر التاريخ ، أم لرصد كيف كانت الحياة اليومية داخل هذا القصر المهيب وبالتحديد مكائد حريم السلطان للفوز بقلب هذا الملك العظيم وبالتالي الفوز بالسلطة والنفوذ ، وأيا كانت الأسباب فهي لن تفيد بعد حدوث الكارثة وعرض المسلسل على المواطن المصري الغلبان الذي أسمع أنينه وحرقة قلبه كلما تتابعت الـ48 حلقة أمامه الواحدة تلو الأخرى ، حرقة القلب تلك ليست بسبب إعلانات قناة الحياة بالطبع فذلك شئ تعود عليه المواطن منذ زمن وأصبح أمر واقع كبقاء المجلس العسكري في السلطة تماما.

فكر معي يا صديقي ، لما لا يحترق قلب المواطن وهو يشاهد ذلك السلطان الذي تربع على عرش السلطة وهو في الخامسة والعشرين من عمره بينما يبلغ المواطن من العمر خمسة وثلاثين ومازال يبحث عن وظيفة ، كيف يشاهد هذا السلطان الرياضي ممشوق القوام أزرق العينين الذي لا يفكر في مرتب آخر الشهر أو إرتفاع أسعار السلع والمنتجات بكافة أنواعها.  

كيف يشاهد مثلا إبراهيم باشا صديق السلطان الذي يتعامل بمنطق الكفاءة ويصبح الوزير الأول للدولة العثمانية رغم إنه غير عثماني على الإطلاق ولا يطلب منه دليل أن أمه لا تحمل الجنسية الأمريكية ، بل ويزوجه السلطان أخته بينما يُطبق الحد على زوج الأخت الأخرى للسلطان ويُعدم لأنه إستغل منصبه ونفوذه وسرق وقتل المواطنين !!!

كيف ينام الليل مواطن سُحل وسُرق وقُتل أصدقائه وهو يرى رد فعل السلطان عندما تمرد عليه الجيش الإنكشاري ليزيد من رواتب الجنود ونهب وقتل وخرب في البلد مستغلاً سفر السلطان للصيد وعندما عاد السلطان قام ببساطة بقطع رقبة القائد الأعلى للقوات المسلحة .. معذرة أقصد القائد الأعلى للجيش الإنكشاري ومساعديه وهو يؤكد أن أمن المواطن أهم حتى من الجيش نفسه !

ثم كيف يصمت المواطن وزوجته المواطنة أمام هويام المرأة الجميلة الشقراء تلك التي لا تتحدث مع السلطان أبدا عن خرم الميزانية المزمن أو عن مصاريف البامبرز المتصاعدة أو في صراخ الأطفال اللامتناهي أو عن جبال المواعين التي تتكاثر ذاتيا ، تلك الفتاة التي تنجب للسلطان في كل سنة طفلا جديدا وعاشت وماتت وهي لم تسمع طوال حياتها عن حملة سوزان مبارك لتحديد النسل والتي لو رأى السلطان إعلان واحد لتلك الحملة لكان أمر بقطع رقبة السيدة الأولى وأراح البلاد والعباد من ذلك الهم الثقيل.

زوجة السلطان التي تخشى زعل السلطان لا لأنه يمكن أن يتركها كالبيت الوقف أو يطلقها ويعيدها لبيت أهلها فتجرجره هي بدورها في المحاكم وتلفق له قضية تبديد منقولات بعد ما وافق تحت تأثير الحب على التوقيع على القائمة ، بل تخشاه لأنه يمكن أن يقوم بذبحها وقطع عنقها ببساطة متناهية ولا عزاء لجمعية المرأة المتوحشة.

الخلاصة يا سادة يا كرام .. كيف نعرض مسلسل عن سلطان حياته عبارة عن حب وإنجاب ومجوهرات ، تتهافت عليه النساء ويقضي كل ليلة مع إمرأة جديدة أمام مواطن يناااااضل من أجل توفير ثمن دبلة؟! .. أين الإنسانية؟ أين الرحمة؟ أين الشفقة؟ أين الريموت كنترول؟!

4 comments:

  1. المجلس العسكري سوف يترك السلطه قريبا
    ووقتها لن يكون لنا عذرا في أي شيء
    فلا ادري على من سنلقي بالمسئوليه- فهي بالفعل كبيره- ولا أدري ماذا سنفعل
    ما أراه الآن هو أن الكل يتشاجر مع بعضه- الكل يريد- الكل لا يفعل شيء- الكل يريد مكاسب فقط
    وما أراه أيضا وبوضوح ان هناك من كسب- وهناك من بقى على حاله- وهناك من صار حاله أسوأ مما كان عليه سابقا

    تحياتي لقلمك المميز

    ReplyDelete
  2. حمد الله علي السلامة...أخيراً أنس سابك تكتبي تدوينة :)

    ReplyDelete
  3. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete

الكلمـة نـور .. وبعـض الكلمـات قبـور