Saturday, August 07, 2010

حاوريني يا كيكا



ياسمين فيصل: هناك العديد من المواهب الشابة ولا أحد يلتفت لمواهبهم

ان تدخل عالم التدوين من اجل ان تثبت لنفسها انها قادرة على البوح والفضفضة والحديث عن كافة الاشياء بكافة اساليب الكتابة من شعر ونثر ومقالات ساخرة احيانا واحيانا نقدية، فانك تتحدث عن المدونة ياسمين فيصل خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة، والتي دخلت عالم التدوين بمدونة " انسانة" للتعبير عن نفسها وعن الاحداث من حولها، حاولنا الاقتراب منها والتعرف عليها عن قرب لنكشف معا جوانب جديدة وموهبة جديدة في عالم التدوين.

كيف دخلت عالم التدوين ؟
دي قصة طويلة ، الأول إتعرفت على الموضوع من تقرير فى التليفزيون مع المدونين المصريين والفضول اخدني اعرف ما هي المدونات فدخلت على الانترنت ورأيت مدونات الشباب الذين ظهروا فى التقرير وتفاجأت من مساحات الحرية بها والتي تستخدم بطريقة خاطئة جداً ، سب وشتائم وألفاظ بذيئة وخوض فى الأعرض تحت مظلة المعارضة السياسية .. ألا يمكن الإعتراض بأدب؟ ، بعدها تركت هذا العالم بل هربت منه بالمشوار لأني تأذيت من أسلوب الكتابة هذا ، ثم حدثت صدفة أخرى عندما تعرفت من خلال مجلة إلكترونية على مدونة كانوا يتحدثون عنها ، وعندما دخلتها تأثرت جداً بالإسلوب الجميل والرقة والعذوبة حتى إنني بكيت بعد أن قرأت لها ، ومن خلال هذه المدونة تعرفت على مدونات أخرى ، طبعاً لم يكن العدد مثل الآن كان أقل بكثير ولكن أغلبهم كان مميزاً بالفعل ، كنت أهتم بالقراءة لهم والتعليق حتى جاء مساء يوم 28 ديسمبر 2006 ذلك المساء الذي لم أستطيع النوم فيه على الإطلاق ، شئ ما بداخلي يدفعني للقيام وفتح الكمبيوتر مرة أخرى وإنشاء مساحة خاصة لي على الإنترنت .. وقد كانت مدونة إنسانة 

ولماذا اخترت هذا العنوان؟
حالة إنشاء المدونة وقتها كانت لحظية جداً وكأن هناك قوة أخرى أقوى مني تدفعني إلى هذا الأمر ، قمت بكل إجراءات الإنشاء ووجدت أمامي سؤال عن الإسم ، لم أجد أي كلمة تلخصني مثل إنسانة .. مجرد إنسانة مثلي مثل الجميع .. وحتى أشرح لنفسي وللآخرين سبب التسمية كتبت جملة توضيحية للإسم تقول: مجرد إنسانة فى وشها إبتسامة فرحانة وفى عنيها دمعة حيرانة .. بتفرح وتضحك .. بتزعل وتحزن .. ومن قلبها بتدعي تخرج على خير من دنيانا
 
وماذا كتبت في اول عهدك بالتدوين؟
أول موضوع كان عن قصة دخولى لعالم التدوين ، كان موضوع بسيط مافيهوش تفاصيل كتير، بعدها بدأت اكتب خواطر ويوميات وتدوينات إجتماعية وسياسية ، لكن الروح الغالبة على المدونة هي النقد الساخر لسلبيات المجتمع التي نعاني منها بشكل يومي ، أحب هذا النوع من الكتابة ولا أتكلفه فهذه هي شخصيتي الحقيقية .. الضحك من أي شئ مؤلم أو حزين حتى أستطيع إستكمال الحياة بشكل طبيعي وبتفاؤل ، فالسخرية من الواقع البائس حل سحري وعلاج مزدوج ، فهو يريحني من عبئ تلك السلبيات وفى نفس الوقت يعطيني ويعطي القارئ – الذي يعاني من نفس المشاكل –  الإبتسامة المشجعة على التواصل والإستمرار فى الحياة وعدم الإستسلام للإكتئاب ،  ممكن أن تكون كل إنجازاتي فى الحياة هي محاولة إدخال البهجة فى حياة أي إنسان من خلال قلمي .. صناعة البهجة فى حياة الآخرين شئ نبيل جداً

وأحياناً كثيرة أكتب موضوع أو يطلب أحد القراء مني أن أكتب موضوع من أجل الضحك وفقط ، وعندما أبديت إندهاشي من حرص القارئ على ما أكتب من موضوعات ساخرة رد عليّ أحد القراء قائلاً: "ما انتى لازم تكتبي عشان إحنا نعمل دماغ" !

ما أهمية التدوين بالنسبة لك ؟
التدوين قدم لي خدمة جليلة وهي التشجيع على الكتابة والإستمرار فيها ، انا أكتب منذ مرحلة المراهقة وكنت دائماً ما أجد حرجاً فى عرض ما أكتب على المحيطين بي ، وعندما كنت أقهر خجلي وأطلع البعض على ما أكتب أجد ردود الأفعال مختلفة وغريبة ، بعضها مشجع وبعضها مستهزئ ، فقررت حينها ألا يقرأ أحد ما أكتب أبداً ، إلى أن دخلت عالم التدوين وبدأت أتطور معاه حتى فى إسلوب الكتابة نفسه ، أنا أدون منذ أربع سنوات ولا شك أن التدوين غير فى حياتي الكثير حتى إنه غير مجال إهتمامي وطموحي ، ومع الوقت نشأت علاقة صداقة بيني وبين المدونة وأصبحت جزءاً لا يتجزأ مني
 
التدوين بشكل عام يتميز بتلقائية التعبير ومصداقية رد الفعل أو التلقي فمن يقرأ فى أغلب الأحيان لا يعرف الكاتب بشكل شخصي وقد لا يُعرف نفسه للكاتب أيضاً أو يعلق بشخصية مجهولة أو إسم مستعار فى الغالب ، هذا التخفي يتيح له قول رأيه الحقيقي فيما أكتب ، خصوصاً انه غير مجبر على التعليق فهو شئ إختياري تماماً ، لذلك فمن يهتم بأن يقرأ ويعلق سواء بالسلب أو بالإيجاب فهو يقدم لي شئ نادراً ما يوجد في أي عمل أدبي مطبوع ، ففضلاً عن كونه يتفاعل معي فهو فى الغالب يقول الصدق .

بعد ان صارت لك مدونة هل تغير رد فعلك حول الاحداث؟
هو طبعاً إحساس مختلف أن يكون لك مدونة ليس على مستوى الأحداث الجارية فقط ولكن فى الحياة بشكل عام ، فكل ما يحدث من أحداث عامة أو خاصة بحياتك يمكنك أن تكتبي وتتكلمي عنه ، مع الوقت تصبح المدونة مثل صورة مكتوبة لتأريخ كل الأحداث الخاصة بالكاتب بالإضافة للأحداث الجارية التي بالطبع تؤثر عليه ، فمثلا لا يمكن أن أنسى ما قدمته لي المدونة عند تجربة وفاة إبني حيث وفرت لي مكان ابوح فيه بأحزاني وأجد من يسمعني بكل صبر ومحبة ودعم من الجميع .

وما رأيك في وضع التدوين حاليا؟
المدونات بشكل عام تجربة رائعة بشرط أن تستمر ، مشكلة المدونين هذه الأيام هي العزوف عن التدوين والكتابة ، الأمر الذي أصبح يعاني منه الكثير من القراء الذين تعودوا على قراءة مدونة بعينها لجمال أسلوب كاتبها ، فقارئ المدونة يتأثر بتوقف كاتبها عن الكتابة يمكن أكثر مما يتأثر الكاتب نفسه

 أتوقع للمدونات النجاح والإستمرار فى إظهار مواهب كثيرة لم يسمع أحد بها من قبل ، فهناك العديد من المواهب الشابة فى كل محافظات مصر يبدعون ولا أحد يلتفت لمواهبهم 

ما رايك في موضوع تحويل المدونات لكتب ورقية؟
عالم التدوين أظهر مواهب كثيرة أصدرت كتب مطبوعة ، وهناك مواهب أكثر تسعى للظهور ولكن المشكلة الوحيدة فى هذا النوع من الأدب الوليد هو ميله بعد ذلك إلى العالم الورقي ، في حين إن سبب إنتشاره وشهرته هو التدوين فى المدونات ، نادراً ما تجد من يستمر في التدوين بعد صدور كتاب له ، أعتقد إن الكاتب في هذه الحالة يكسب القارئ الورقي على حساب القارئ الإلكتروني الذى كان سبب شهرته فى الأساس

تفتكري ان المدونات مجرد وسيلة للتنفيس ام اصبح لها دور حقيقي في المجتمع؟
التدوين فى رأيي هو التجسيد العملي لفكرة الحرية ، حرية أن أعبر عن رأيي فى مساحة لا تتوفر لي فى الغالب فى أرض الواقع ، حرية أن أتكلم وأجد من سمعني أو يهتم بسماعي دون أن يتكلف ذلك ، التدوين هو صوت الصامتين ومتنفس للجميع ، متنفس لمن يستخدم التدوين فقط للفضفضة أو للإبداع الأدبي ومتنفس أيضاً لمن يستخدمه فى المشاركة السياسية ، كلاهما يعتبر التدوين متنفس ولكن كلاً فى طريقه وإتجاهه

فالمدونات يمكنها القيام بدور مهم جدا في المجتمع، هو ما قدمته في مدونتي فبعد فترة قصيرة من التدوين كنت أمتحن فى البكالوريوس وكان المبنى المخصص للإمتحان تحت الإنشاء ويشكل خطر على حياة من كل من يدخله ومع ذلك أعداد كبيرة من الطلبة كانت تمتحن فيه وفي كل أدواره بشكل يومي ، أخذت الكاميرا وصورت كل مساوئ وأخطار المبنى وكتبت تدوينة بعنوان " مبنى الجحيم " ، أتذكر إن هذه التدوينة أحدثت ضجة كبيرة فى الكلية فمعظم الطلبة فكروا فى الصمت وإستمرار فى الإمتحانات وخلاص ، لكن بعد هذه التدوينة ونشرها فى جروب الكلية على الفيس بوك تشجع عدد كبير من طلبة الكلية وصعّدوا الأمر لوكيل الكلية وللعميد وأخذوا الصور المنشورة فى المدونة وطبعوها ووقفوا بها أمام سلالم الكلية إحتجاجاً على الإمتحان فى المبنى 

كما انه من خلال التدوين تستطيع الاشتراك في العديد من الحملات، مثل حملة 30 يوم تدوين وهي حملة أطلقتها المدونة داليا زيادة بغرض حث المدونين على الإنتظام فى الكتابة والتدوين من خلال كتابة تدوينة لمدة شهر كامل ، تحمست للفكرة وإشتركت فيها وأصريت على تحدي نفسي وقلمي وكتابة موضوع بشكل يومي لمدة 30 يوم ، رغم خوفي من أن يمل القارئ من ظهوري له كل يوم بموضوع جديد ولكن الحمد لله الموضوع أعجب المتابعين بشدة وتحمسوا له وشجعوني للإستمرار حتى نهاية الثلاثين موضوع ، الحملة هذه لا أنساها أبداً للمجهود الذي بذلته فيها لكتابة موضوع ذو قيمة يحترم القارئ ويقدم له شئ جديد ، كانت تجربة ممتازة ومفيدة جداً بالنسبة لي رغم صعوبتها

16 comments:

  1. حلو اوى الحوار ده
    ربنا يوفقك يا ياسمين

    ReplyDelete
  2. محمد أبو العزمAugust 7, 2010 at 7:25 AM

    حوار جميل ياياسمين هانم

    ReplyDelete
  3. اتمنى لكِ المزيد من التوفيق

    ReplyDelete
  4. جميل جدا يا انسانة
    متألقة دايما يا رب

    كل سنة وانتي طيبة

    ReplyDelete
  5. مش بقولك قمر 14 ....جامد الحوار ما شاء الله يا سمسم عقبال حوار السى ان ان إن شاء الله

    ReplyDelete
  6. مبروك يا حجة علي المقال
    وبالتوفيق
    وهانت :))

    ReplyDelete
  7. معلش انا مش قريت الحوار
    بس اكيد الحوار جميل لان اسلوبك ومواضيعك جميلة اوى
    انا جاية بس اقولك كل سنة وانتى طيبة ورمضان كريم

    ReplyDelete
  8. أنا واحد متعرفيهوش خالص
    بس بقولك ألف مبروك . .
    وربنا يوفقا جميعا . .

    ReplyDelete
  9. الي الامام
    بالتوفيق
    كل عام انتم بخير بمناسبة قدوم شهر رمضان المعظم
    اعاده الله علينا و عليكم بالخير و البركات

    ReplyDelete
  10. كل سنة و انتى طيبة يا ياسمينا

    انتى مصدر فرحة لينا
    و الحوار بتاع كيكا دا
    مستواه متميز زى صاحبته

    رمضان كريم عليكى يا حبيبتى
    و ربنا يكرمك كمان و كمان

    ۩

    ReplyDelete
  11. مدونتك فعلا رائعة

    وإن شاء الله بالتوفيق دائماً

    كل سنة وأنت طيبة

    وليد الزهيري

    ReplyDelete
  12. مبروك على الجرنال انتى

    ReplyDelete
  13. يا طول بالك و صبر ايوب انك تكتبي كل دة في اسئلة وكيل النيابة دي ههههههههههه

    لا بجد عايزة صبر و روقان

    كل سنة و انتي طيبة

    ReplyDelete
  14. دة انتى طلعتى مدونة كبيرة وعظيمة ومشهورة كمان

    يا سعدى يا هنايا ان مدونة فى حجمك تجيلى وتعلق عندى وتقرالى ... انا حاسة انى محظوظة بجد

    ألف شكر ليكى عشان تواضعتى وجيتى عندى وتركتى تعليق كمان

    ReplyDelete
  15. 7 اغسطس
    والنهارد 21 اغسطس
    يعنى .....آن الاوان لبوست جديد؟؟؟؟؟

    ReplyDelete
  16. Like awy awy

    حوار متميز واجابات رائعة

    مبروك

    ReplyDelete

الكلمـة نـور .. وبعـض الكلمـات قبـور