Saturday, June 02, 2012

إسود على كل ظالم !


دعني أحدثك عن لحظة عجز اللسان عن النطق والكتابة عن الوصف .. تلك اللحظة التي تدخل فيها نفق الكهولة وانت في عز شبابك .. عندما تجد كل النوافذ مغلقة وكل الآمال سراب لا يهمه سوى تضليلك وإيهامك بوجوده .. فتصدق وتطمأن وتقول لنفسك: الحمد لله عملنا ثورة .. ثم تمشي أكثر في طريق الفرحة تجد السراب الكاذب يتلاشى ويختفي وتظهر الأشواك تحت أقدامك كثيرة ومتشعبة ومؤلمة إلى حد الموت


إنه الظلم المر الذي يُصب فوق رأسك صباً فلا تستطيع الشكوى أو التألم .. إذا نطقت قالوا تخرب البلد وممول وأجندة خارجية .. تنوي خيراً فتجد الأشواك تزداد وعيون الجميع تنظرلك وتتوعد .. لو نطقت مرة أخرى تبقى مش عايز إستقرار في البلد !


تصمت وتمضي آملا في صندوق نزيه فتجد الصندوق فارغ خاوي من كل الأصوات إلا صوت صرخاتك ... تُسكن آلامك علك تحصل على قصاص أصدقائك فلا تجد قصاص ولا هواء للتنفس .. الكل بريء إلا أنت .. لا توجد أدلة سوى على تخريبك للبلد .. هم لم يفعلوا شيئا .. هم ليسوا من البشر بل ملائكة لا تخطئ وانت وحدك صاحب عيون ترى أوهام ما أنزل الله بها من سلطان 


 مال ميزان العدل فوقع الأمل من فوقه مقتولا سابحاً في دماء برائحة المستقبل والحلم والحب لشاب قُتل يوم 28 يناير إسمه أحمد إيهاب .. العريس الذي تزوج ثلاثة أشهر فقط ثم مات !


تتخيل أحمد عريس في الزفة ثم تراه مقتولا بجواره صورة لقاتله يبتسم إحتفالاً بحكم البراءة .. تنعدم الرؤية فجأة وينتشر الظلام في ارجائك كما تنتشر رائحة خبيثة تُصر على الوصول إلى أنوف الجميع .. وحدك تبكي .. تصرخ .. تخرج .. تثور .. والله من ورائهم محيط
 

No comments:

Post a Comment

الكلمـة نـور .. وبعـض الكلمـات قبـور