Saturday, June 18, 2011

صباح حلم الإعلام المصري


أتساءل اليوم بعد كل هذه الصباحات التي شاهدتها .. كيف إستطاع هذا البرنامج أن يجعلني أتعلق به هكذا طوال هذه السنوات؟ .. حتى أنني إذا ما أردت الإستمرار فى النوم ودقت الساعة التاسعة صباحاً أهرع إلى الريموت كنترول وأتنقل مسرعة بين القنوات حتى آتي بقناة دريم1 وأشاهد مذيعة البرنامج الرائعة دينا عبد الرحمن على الهواء تتحدث بلغة سليمة وثقافة واسعة ثم أذهب فى النوم مرة أخرى مستمتعة بالحوار ولا استقيظ إلا على صوت التتر وقد إنتهى وقد حزنت لإنتهائه 

مع إستمرار البرامج اليومية يتوحد الإنسان معها وتصبح جزء لا يتجزأ من يومه يصعب الإستغناء عنه .. فالصباح يعني صباح دريم .. حيث قراءة الصحف ومناقشة الأخبار وشرح الموضوعات المطروحة التي يحق للمشاهد أن يفهمها أكثر ، وإستضافة أهل العلم والثقافة والكتب وأحوال البسطاء ، فقرات كثيرة ومتنوعة وكلها مفيدة .. مثلة فقرة أحوال وأحوال عربية ، وفقرة ديوان المظالم الذي يعتبر حلقة وصل بين أفراد لديها ظروف صعبة وبين السيد المسؤل الذي يصعب عليهم الوصول إليه أو حتى الوصول لأهل الخير ومساندة من يحتاج لمساعدة ودعم ، كلها أفكار وفقرات إنسانية متنوعة من الطراز الأول حتى وإن غلب عليها الطابع السياسي ، فتشاهد نماذج تبث فى يومك الأمل بعد معاناة وكفاح مع الحياة أو المرض ثم الإنتصار

 بداية رائعة لأي يوم ، أخبار سليمة ودقيقة وآراء ستحترمها سواء إتفقت معها أو إختلفت ، بدأت أستمتع بهذا البرنامج منذ 2008 حتى الآن ، ومع كل عيد ميلاد للبرنامج فى 4 أغسطس أشعر أنني أحتفل به معهم كبرنامجي المفضل وأشعر بإمتنان شديد وشكر عارم لهذه البداية الجميلة لكل يوم 

كثيرا ما إنتقدت المذيعة محافظين ووزراء كثيرين قبل الثورة والحكومة غارقة فى العسل ، كم كذب محافظ ووزير على الهواء ، حتى إنني شاهدت بنفسي حلقة كانت الوزيرة السابقة عائشة عبد الهادي تزعق فى المذيعة لأن المذيعة تقول الحقيقة والوزيرة بالطبع لا تريد الحقيقة 

دينا عبد الرحمن من الإعلاميين اللى بيثبتوا إن الإعلامي الحقيقي له موقف ورسالة مش مجرد صورة حلوة تطلع على الشاشة تقول أي كلام وخلاص ، لذا لم أندهش من إنحياز المذيعة للثورة منذ اليوم الأول ، رغم معارضة إدارة القناة لهذا القرار وتدخل مالك القناة بنفسه ( أحمد بهجت ) على الهواء ليثنيها عن رأيها ولكنها تمسكت به رغم كل شئ ، حتى وصل الأمر إلى قطع التيار الكهربائي عن البرنامج فى يوم موقعة الجمل 

حلقات البرنامج ولله الحمد أصبحت تسجل على اليوتيوب وتستطيع أن تشاهدها إن كنت ممن لا يتواجدون فى منازلهم صباحاً ، فهي حلقات بعيدة كل البعد عن برامج التوك شو المسائية بعبثها وزخمها المعتاد ، حيث تستفرد دينا صباحاً بعقل المتفرج الذي إستيقظ لتوه من النوم لتقرأ عليه الأخبار والمواقف والتحليلات ، فسرعان ما أردك المشاهد المتابع لها حجم الفرق الشاسع بينها وبين مذيعي التوك شو المسائي وبين برنامجها وبرامج المساء 

موقف بسيط قد يلخص لك أهمية هذا البرنامج بالنسبة للكثيرين ، إتصل مرة أحد المشاهدين بالبرنامج وتكلم بجدية شديدة مع المذيعة وطلب منها أن يستمر البرنامج يوم الخميس والجمعة أيضاً ، وإذا لم تستطع أن تكون على الهواء يمكنها تسجيل البرنامج مساءاً فيعرض لنا صباحاً كالمعتاد يوم الخميس والجمعة ، سبب هذا الطلب الغريب إنه ضرير ولا يجد من يقرأ له الجرائد ويحلل له الأخبار كل يوم كما تفعل دينا عبد الرحمن فى برنامجها صباح دريم 


صباح دريم ليس مجرد برنامج صباحي عادي ولكنه فى رأيي حلم لما يجب أن يكون عليه الإعلام المصري المحترم الذي يهتم بفائدة المشاهد فى المقام الأول وإصلاح ما يمكن إصلاحه فى حياته ولا يضع حجم الإعلانات فى أعلى مقام ويضرب بالفائدة والمشاهد عرض الإستوديو .. ويصعب عليّ أن أختم هذه التدوينة دون أن أردد الكلمة الشهيرة التي تقال فى آخر كل حلقة فتبث فى باقي اليوم الأمل .. وصباحكوا بكرة صباح دريم

2 comments:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أحياناً كثيرة أشاهد هذا البرنامج وخاصة فى الإعادة بعد الطهر وهى مذيعة مميزة عن غيرها ولديها قدر كبير من الاحترام وعدم الابتذال
    ويحسب لها بالفعل مواقفها الثابتة على المبدأ
    تقبلى تقديرى واحترامى

    ReplyDelete

الكلمـة نـور .. وبعـض الكلمـات قبـور