Wednesday, June 15, 2011

عرابي والثورة الإفتراضية

كتبت هذا الموضوع فور ظهور فيديو اللوا أبو قمر ، وها أنا أنشره اليوم مصدومة ومقهورة بسبب أنباء عن "ترقية" هذا اللواء بدلاً من محاكمته فى ظل وزير خارجية جديد وأجواء لا نهائية من الإنفلات الأمني
---------------------------

الثورة كمصطلح سياسي هي الخروج عن الوضع الراهن إلى وضع مختلف تماماً .. وهكذا تمنى وتوقع كل مشارك أو مؤيد للثورة الشعبية التي خرجت يوم 25 يناير مطالبة بكل ما كنا نتمناه طوال ثلاث عقود عجاف هي مدة حكم الرئيس السابق .. تغيير – حرية – كرامة إنسانية ، ولكن السيناريو أصبح مختلف

فالتغيير حدث بشكل جزئي وحتى يومنا هذا لم تتغير حكومة الفريق أحمد شفيق ولم يتم إقالة الوزير أحمد أبو الغيط والوزير ممدوح مرعي ووزير الداخلية محمود وجدي الذى إستفز جموع الثائرين بحديثه فى برنامج مصر النهاردة ودفاعه عن إستخدام الشرطة للرصاص الحي على المتظاهرين مبرراً ذلك بإستخدام المتظاهرين العنف ووجود بعض العناصر التي إندست بين المتظاهرين وإستخدمت السلاح! ، ورفضه لمطالب المتظاهرين بحل جهاز أمن الدولة معتبرا إياه جهازا وطنيا ولا غنى عنه وموجود بالعالم كله

عن أي كرامة إنسانية يتحدثون بعد أن تسرب فيديو على الإنترنت لمدير أمن دمنهور وهو يقول بالنص: اللى يمد إيده على سيده لازم يتضرب بالجزمة وتقطع إيده .. إحنا أسيادهم وإحنا الأمن وإحنا الأمان وإحنا اللى حامينهم والناس كلها كانت بتعيط وتقول يارب تيجوا عشان اللى إحنا فيه .. شافوا طبعاً أيام سودا.

بالله عليكم ما هذه العقليات التي لا تحتاج فقط إلى أن تستوعب وتدرك ما حدث يوم 25 يناير ، بل تحتاج أن تراجع أيضاً درس الثورة العرابية فى كتب التاريخ عندما رد الخديوي على مطالب عرابي قائلاً : كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا .. فقال عرابي جملته الشهيرة: لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا، فوالله الذي لا إله اله الا هو إننا سوف لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم
أين عرابي ليسمع مدير الأمن وهو يتحدث عنا – نحن الشعب الذى طالب عرابي بتحريره منذ أكثر من قرن الزمان - وكأنه سيدنا ونحن عبيد إحسانه .. ناسياً او متغافلاً الدور الحقيقي لرجل الأمن وهو حماية المواطنين وليس الإستعلاء عليهم أو إذلالهم أو المن عليهم بواجبه الوطني


مدير الأمن يتحدث عن الشعب المصري - الذى لم تبرد ناره على الشهداء بعد – وكأننا فى عصر السادة والعبيد وكأن كل ما قمنا به من ثورة ورغبة فى تطهير البلد من الفساد ومعاملة المواطن المصري بكرامة فى بلده وكل بلاد العالم كان مجرد ثورة إفتراضية فى عقولنا وخيالنا فقط ، وكأن دم الشهداء كان مجرد لون أحمر أغرق الشوارع مثلما يحدث فى ألعاب البلايستيشن ثم يختفى بمجرد ظهور كلمة ( جيم أوفر )

كيف تعود الثقة بين المواطن ورجل الشرطة ووزير الداخلية لا يريد حتى الإعتراف بالجرائم التي إرتكبها جهاز الشرطة وأمن الدولة من قتل وإصابة أبناء الشعب ، كيف نطمئن بعد أن قام شرطي بإطلاق النار على سائق ميكروباص لإختلافهم على أولوية المرور!!! .. كيف تستقيم الأمور ووزير الداخلية يعتقد أن المشكلة تكمن فى ملابس الشرطة التي تحتاج إلى تغيير ولا يدرك أن المشكلة الحقيقة تكمن فى عقليات من يعتبرون أنفسهم أسياد والمواطنين عبيد ولا يتدبروا ولو للحظة معنى شعار: الشرطة فى خدمة الشعب

2 comments:

  1. طيب ده بيتحاكم بتهمة قتل المتظاهرين هو و شوية ضباط تانيين امام محكمة ايتاي البارود بسبب احتراق محكمة دمنهور جزئياً في الثورة
    يعني رقوه و هو بيتحاكم
    المصيبة الأنقح هي الشخص اللي جنبه في الفيديو لو فاكراه
    ده مش بيتحاكم رغم جرايمه
    ده مدير مباحث امن الدولة في البحيرة اللواء طارق هيكل
    و اتنقل لجوازات القاهرة يعني بيكرموه بدل ما يحاكموه

    ReplyDelete
  2. إلي إنسانة
    هل تعجبين من استمرار هذه الهزليات؟ هناك نتاج ثلاثين سنة من الإفساد المتعمد لأهل مصر والتخريب للذمم والنفوس واستخراج أشر ما فيها. يا سيدتي جيل كامل تربي علي الفساد ورضع حليب الوضاعة والدناءة في فكر وفعل وسلوك. هذا الجيل لابد أن يفني أولاً لكي يخرج جيل آخر لا يحمل نفس الموروثات. لكن المشكلة والمعضلة أن نفس الجيل يتركونه في مراكز ومناصب سوف ينقل لمن هم وراءه نفس الصفات المعدية. لا أجد غير حسبنا الله ونعم الوكيل .... حسبنا الله ونعم الوكيل. حفظ الله مصر وشعبها الكريم

    ReplyDelete

الكلمـة نـور .. وبعـض الكلمـات قبـور